مع استفحال الانتفاضة السورية وتحولها إلى حرب أهلية، أخذت تؤثر في كل مناحي الحياة في سوريا، حيث كان الطلبة بين أكثر المتضررين.
لقد أدت الحرب الدائرة في سوريا حالياً إلى تدمير البنى التحتية للعديد من المؤسسات التعليمية وعلى رأسها المدارس والجامعات، وتسببت في انقطاع كثير من الطلبة، الجامعيون منهم تحديداً، عن دراستهم.
وفي حين كان البعض قادراً على استكمال دراسته في دول أخرى، فإن معظم الطلبة السوريين لم يتسن لهم الحصول على فرصة مماثلة، من هنا جاءت المبادرة التي أطلقها الرئيس البرتغالي الأسبق خورخي سامبيو لمساعدة الطلاب السوريين المنقطعين عن دراستهم، فتم إنشاء "المنصة العالمية للطلبة السوريين" Global Platform.
وكان سامبيو أطلق هذه المبادرة العام الماضي لتوفير المساعدة الأكاديمية العاجلة للطلبة لمساعدتهم على استكمال دراستهم في أماكن آمنة، إلى حين عودتهم إلى بلادهم للمساعدة في إعادة إعمار دولتهم.
وتسعى المبادرة إلى إنشاء مجموعة من المؤسسات الشريكة الداعمة للمشروع مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمانة العامة للاتحاد المتوسطي ومعهد التعليم الدولي، ومؤسسات خاصة مثل مؤسسة البابطين الكويتية ومجموعة المهيديب السعودية ومؤسسة الشرق وكالوستي غولبينكين البرتغاليتين.
وفي محاولة للاستمرار في مساعدة الطلبة السوريين المنقطعين عن الدراسة، تسعى المبادرة إلى الحصول على مزيد من الدعم المالي والأكاديمي، وكذلك إلى إنشاء تكتل أكاديمي من الجامعات ومعاهد التعليم العالي لاستضافة الطلبة وتوفير المنح لهم، وإنشاء صندوق طوارئ لجمع التبرعات والأموال الكفيلة بتأمين المنح الدراسية.
دُشِّن المشروع فعلياً في شهر مارس الماضي، حيث شمل 45 طالباً، توجه 42 منهم إلى البرتغال و3 إلى العراق للدراسة في جامعات البلدين، بالإضافة إلى 100 طالب تم إيفادهم إلى الولايات المتحدة بمساعدة من الشريك الأميركي في المشروع، من خلال معهد التعليم الدولي، وهو عبارة عن منظمة للتبادل الطلابي.
هذا وتخطط المبادرة للتوسع لتشمل دولاً أخرى مستعدة لاستقبال الطلبة السوريين، مثل مصر وليتوانيا والأردن، الذي يشكل خياراً مفضلاً، بحيث يمكن للجامعات الأردنية أن تستقبل عدداً من الطلبة السوريين الذين يمكنهم الحصول على منح من المؤسسة الدولية.
وستطلق المرحلة الجديدة من المشروع للسنة الأكاديمية 2014/2015، بحيث تشمل 700 طالب سوري (200 لمرحلة البكالوريوس و500 للماجستير)، من بينهم 350 طالباً سيدرسون في تركيا، و150 في العراق، ومثلهم في لبنان، و20 في بلجيكا، و30 في البرتغال.