دانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة هجوما على قاعدة تابعة للمنظمة الدولية، تؤوي آلاف اللاجئين في جنوب السودان، الخميس، خلف عشرات القتلى بينهم فردان من قوات حفظ السلام.
وتظاهر حشد من مدنيين مسلحين بأنهم محتجون سلميون يقدمون التماسا لبعثة الأمم المتحدة في مدينة بور بدولة جنوب السودان، ثم اقتحموا قاعدة تابعة لها بها 5 آلاف مدني، وفتحوا النار ليقتلوا 48 شخصا ويصيبوا 60 آخرين على الأقل، حسب وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريتش إن عشرات المدنيين أصيبوا في الهجوم، لكن لم يتأكد بعد العدد الدقيق للقتلى والجرحى، وأضاف أن اثنين من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتلا أثناء التصدي للحشد المسلح.
وقتل آلاف الأشخاص وشرد أكثر من مليون منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في منتصف ديسمبر، نتيجة صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار.
ولجأ عشرات الآلاف إلى قواعد تابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد طلبا للحماية.
وقال دوغاريتش: "هذا الهجوم على موقع توفر فيه الأمم المتحدة الحماية لمدنيين هو تصعيد خطير. جاء المهاجمون - وهم حشد من مدنيين مسلحين - إلى القاعدة بزعم أنهم متظاهرون سلميون يعتزمون تقديم التماس إلى يونميس (بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان)".
وأضاف: "اقتحم هؤلاء المسلحون الموقع وفتحوا النار على النازحين الذي يلوذون بالقاعدة. كان هناك وقت الهجوم نحو 5 آلاف نازح مدني داخل القاعدة".
ودانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور جميع الهجمات التي وقعت مؤخرا على مدنيين وقواعد للأمم المتحدة في جنوب السودان، قائلة: "الهجوم المسلح الخميس على مجمع يونميس في بور من مجموعة مدججة بالسلاح استخدمت قذائف صاروخية هو شيء فظيع".
وأضافت باور في بيان: "يجب على جميع الأطراف أن يعتبروا مواقع يونميس لا يجوز الاعتداء عليها، وينبغي أن يقدموا حماية للمواطنين الذين يلوذون بتلك المواقع".
وقالت: "ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا الدوليين لتحديد من المسؤولين أو المتواطئين في هذا الهجوم المروع، والسعي لتقديم الجناة إلى العدالة".
وفي 23 من يناير الماضي، اتفقت الأطراف المتحاربة على وقف للأعمال العدائية، لكن القتال استمر في أجزاء من جنوب السودان الذي انفصل عن السودان في 2011، بموجب اتفاقية أنهت حربا أهلية استمرت عقودا.