أعلن القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف في خطاب للأمة بثه التلفزيون أن السلطات الأوكرانية تعتزم شن "عملية شاملة لمكافحة الإرهاب" تشمل الجيش ضد انفصاليين مؤيدين لروسيا.
وقال تيرتشينوف إن روسيا تشن حربا على أوكرانيا بنشر الفوضى في شرق البلاد لكنه أوضح أن أي مقاتل يسلم سلاحه بحلول صباح الاثنين لن يتعرض للملاحقة القضائية.
وقتل وأصيب عدة أشخاص من بينهم ضابط شرطة أوكراني، خلال عملية أمنية بدأتها الشرطة الأحد في مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا تهدف لاستعادة السيطرة على المدينة التي استولى فيها موالون لروسيا على مبان حكومية وأمنية.
وقال وزير الداخلية أرسين أفاكوف إن ضابطا قتل وأصيب خمسة جنود خلال الاشتباكات، بينما وقع عدد "غير محدد" من الخسائر على الجانب الآخر، على حد تعبيره.
وكان أفاكوف قد أعلن بدء "عملية لمكافحة الإرهاب في سلافيانسك". وكتب الوزير الأوكراني على صفحته بـ"فيسبوك" أن "وحدات من كل قوات البلاد تشارك وليكن الله معنا".
وبعيد ذلك أوصى الوزير السكان "بالامتناع عن مغادرة منازلهم والبقاء بعيدين عن النوافذ".
وتحدثت رسائل على شبكات عدة للتواصل الاجتماعي، صباح الأحد، عن إطلاق نار داخل المدينة التي يبلغ عدد سكانها مائة ألف نسمة، لكن لا يمكن التأكد من هذه المعلومات.
وشن ناشطون موالون لموسكو، صباح السبت، هجوما في الشرق، واستولوا بشكل شبه كامل على مدينة سلافيانسك، بينما اقتحم متظاهرون من دون مقاومة تذكر مقر الشرطة في مدينة دونيتسك.
وتأتي هذه الهجمات الجديدة بعد ستة أيام من موجة هجمات أولى أعلن خلالها الانفصاليون قيام "جمهورية ذات سيادة"، علما بأنهم لم يسيطروا سوى على مقرين في دونيتسك ولوغانسك.
وحشدت روسيا نحو 40 ألف جندي على الحدود، حسب حلف شمال الأطلسي، وهي لم تعترف بالحكومة المؤقتة الموالية لأوروبا التي وصلت إلى السلطة بعد إطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
مجلس الأمن
ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جلسة طارئة لبحث الأزمة المتصاعدة في شرق أوكرانيا في وقت لاحق من مساء الأحد.
وقال دبلوماسي في المجلس لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "سيجتمع المجلس في الثامنة بناء على طلب روسيا." وقال دبلوماسي آخر إن المفاوضات جارية بشأن مشاركة أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق إنها ستضع على جدول أعمال المجلس مناقشة عاجلة للوضع في أوكرانيا ووصفت خطط كييف لتعبئة الجيش لإنهاء تمرد لمسلحين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا بأنها "إجرامية".
تحذير أميركي
من جانبها، ووجهت واشنطن مساء السبت، تحذيرا إلى موسكو. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذر في اتصال هاتفي السبت نظيره الروسي سيرغي لافروف من أن موسكو ستواجه "عواقب إضافية" في حال لم يخف التوتر مع أوكرانيا المجاورة، ولم تنسحب القوات الروسية من الحدود بين البلدين.
وجاء هذا الإعلان غداة إعلان واشنطن عن فرض عقوبات على 6 مسؤولين في القرم، بينهم نائب رئيس الوزراء الذي سهل تنظيم الاستفتاء في شبه الجزيرة، ومجموعة للغاز يشتبه بأنها "تهدد السلام والاستقرار في أوكرانيا".
من ناحيته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوغ راسموسن روسيا إلى وقف تحركاتها لتقويض الاستقرار في اوكرانيا محذرا من أي تدخل عسكري.
وأعرب راسموسن في بيان عن "قلقه الكبير من جراء التصعيد الجديد للتوتر وأعمال العنف المنسقة في شرق أوكرانيا".
وندد راسموسن "بعودة الملثمين الذين يحملون أسلحة روسية ويرتدون بدلات عسكرية روسية لا تحمل شارات، كما حصل لدى ضم القرم".
وأضاف "أدعو روسيا إلى تهدئة التوتر والى سحب القوات الكثيفة ولاسيما القوات الخاصة المنتشرة في المناطق القريبة من الحدود" مع أوكرانيا.