أعلن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في بغداد الخميس أن العراق حصل على وعد من موسكو بتسريع تسليحه في مواجهة الإرهاب الذي رأى أنه يأتي من سوريا.
وقال زيباري: "هناك حاجة عراقية ملحة لأسلحة مكافحة الإرهاب والطائرات والمعدات الفنية والتسليحية".
وأضاف: "لدينا عقود تسليحية لكن بعيدة المدى وليست آنية، لكن الجانب الروسي وعدنا بتسريع عملية تسليم أسلحة عاجلة لمساعدة القوات العراقية في تصديها للإرهاب المنفلت والآتي من الحدود السورية إلى محافظاتنا في المنطقة الغربية".
وأكد زيباري أن موضوع التسليح: "كان في صلب المحادثات التي جرت بين الوزير الروسي ورئيس الوزراء (نوري المالكي)".
بدوره، قال لافروف إن "إمدادات الأسلحة لمكافحة الإرهاب لا تتأخر وإنما تسير بموجب العقود المبرمة".
وأضاف أن "أصدقاءنا العراقيين توجهوا بطلب التسريع بهذه الإمدادات لهذا النوع من الأسلحة وننظر بالطلب وسنحاول تزوديهم بأقرب وقت ممكن".
وكان العراق، الذي يشهد تصاعدا في أعمال العنف اليومية، وقع في العام 2012 مع روسيا صفقة تسليح تاريخية بلغت قيمتها 4.3 مليارات، قبل أن تعلق هذه الصفقة بسبب شبهات بالفساد، وتستأنف في وقت لاحق.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن مسؤول عراقي كبير أن بغداد بدأت تتلقى أسلحة من روسيا بموجب هذه الصفقة.
وأشارت تقارير إعلامية روسية عند التوقيع إلى أن الصفقة شملت 30 مروحية هجومية و42 من أنظمة الصواريخ بانتير-إس 1 أرض جو، فيما جرت مناقشات إضافية أيضا حول احتمال شراء العراق طائرات ميغ-29 وآليات ثقيلة مع أسلحة أخرى.
ويستخدم العراق حاليا مروحيات روسية من نوع "إم آي - 35" في المعارك التي تخوضها قواته ضد التنظيمات الجهادية في محافظة الأنبار غربي البلاد، التي تتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 300 كلم.
وفي هذا السياق، قال لافروف إن "التهديد الإرهابي يقلقنا جديا وهي ظاهرة تنتشر في المنطقة برمتها وتساعد على ذلك الأحداث المأساوية في سوريا، وقد أجمعنا على بضرورة مكافحة هذا الشر استنادا إلى المبادئ المبرمة في مجلس الأمن".
وأكد لافروف أن الجانبين الروسي والعراق، اللذين يتبنيان موقفين قريبين من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شددا خلال مباحثات اليوم على أهمية الحل السياسي في سوريا.
إلى ذلك، أعلن زيباري أن العراق سيستضيف مؤتمرا لمكافحة الإرهاب في منتصف مارس المقبل.
وأوضح أن "المؤتمر سيكون على مستوى الخبراء والفنيين والاختصاصيين ونحن نتواصل مع السفارة الروسية للمشاركة في هذا المؤتمر لأن آفة الإرهاب هي عالمية وليست محلية وتحتاج إلى تكاتف الجهود والخبرات لهزيمتها".