قتل 6 أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في انفجارين متزامنين وقعا، الأربعاء، قرب مقر المستشارية الثقافية الإيرانية على مشارف العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وقالت مصادر أمنية إن الهجوم المزدوج نجم عن تفجير سيارتين مفخختين قرب مقر المستشارية في منطقة بئر حسن التي تتبع إداريا لبلدية الغبيري في الضاحية، وأوقع 6 قتلى،بينهم منفذا الهجوم، و80 جريحا.
وأشارت بعض المصادر إلى أن الهجومين نفذهما "انتحاريان"، وذلك بعد أن عثرت فرق الإسعاف في موقع التفجير على أشلاء يعتقد أنها تعود للمهاجمين.
ولاحقا، قال الجيش في بيان "حصل انفجاران انتحاريان متزامنان تقريبا في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع ب.م بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع مرسيدس بالقرب من المعرض الأوروبي".
وسارعت "كتائب عبدالله عزام" إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج، وذلك على غرار تبنيها معظم التفجيرات السابقة التي استهدفت مناطق تعد معقلا لحزب الله.
وأكدت الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بيان نشر على حسابها في موقع "تويتر" أن انتحاريين استهدفا مقر "المستشارية الإيرانية" في بيروت.
سلام يدين الهجوم
ودان رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، الهجوم، معتبرا أنه "دليل على إصرار قوى الإرهاب على المضي في مخططها بنشر الموت العبثي والفتنة في لبنان".
وأضاف في بيان أن "الرسالة وصلت وسوف نرد عليها بتلاحمنا وتضامننا"، مشددا على ضرورة الالتفاف "حول جيشنا وقواتنا الأمنية" لـ"ضبط الفاعلين".
بدوره، طالب وزير الداخلية، نهاد المشنوق، "القوى السياسية أن تتعاون مع الجيش.. لتجفيف معابر الموت"، في إشارة إلى نقل السيارات المفخخة من سوريا إلى لبنان.
وقال خلال تفقده موقع الهجوم إن بعض اللبنانيين يسهلون "لكتائب عبدالله عزام العمليات، والتسهيل لا يقل إجراما ولا أهمية"، مؤكدا أن وزارته ستتخذ اجراءات لردع مثل هذه الهجمات.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام على تشكيل حكومة جمعت معظم الأطراف السياسية في البلاد، في محاولة لاحتواء تداعيات الأزمة السورية على لبنان، خاصة على الصعيد الأمني.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت بعض المناطق في لبنان لاسيما الضاحية الجنوبية، لسلسة من الهجمات "الانتحارية"، طالت إحداها مقر السفارة الإيرانية في بيروت الواقعة على مقربة من هجوم اليوم.
واللافت أن هذا الهجوم أعقب إلقاء مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على الفلسطيني نعيم إسماعيل محمود والمعروف باسم نعيم عباس، وقالت إنه قيادي في كتائب "عبد الله عزام" المرتبطة بالقاعدة.
وعلى أثر التحقيق مع عباس، تمكنت الأجهزة الأمنية في 12 فبراير الجاري من تفكيك سيارة مفخخة رباعية الدفع كانت معدة لتنفيذ هجوم يستهدف الضاحية الجنوبية، حسب ما جاء في بيان للجيش.