أعرب سكان مدينة حمص وسط سوريا، عن مخاوفهم من مغادرة المدينة التي تحاصر مناطق فيها القوات الحكومية منذ نحو عامين، وذلك بعد يوم من إعلان دمشق السماح للأطفال والنساء بالخروج منها.
وقال ناشطون سوريون من داخل مدينة حمص، الاثنين، إن نحو 200 امرأة وطفل -أي ما يمثل نحو نصف النساء والأطفال في أحياء حمص القديمة- مستعدون لمغادرة هذه المناطق، إلا أن عددا كبيرا من النساء يرفضن ترك أزواجهن بمفردهم.
وقال ناشط يطلق على نفسه أبو زياد من داخل أحد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، إن هؤلاء النساء والأطفال "مستعدون للمغادرة بشرط الحصول على ضمانات بأنهم لن يتعرضون للتوقيف على يد النظام"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".
وأشار إلى أن العديد من العائلات "ترفض المغادرة رغبة منها في عدم ترك الرجال بمفردهم في المناطق المحاصرة".
600 يوم من الحصار
يأتي ذلك غداة إعلان الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي موافقة الحكومة السورية على مغادرة السكان المناطق المحاصرة في حمص، وذلك على هامش المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف.
وأعرب الإبراهيمي عن أمله في أن تدخل قوافل مساعدات إنسانية، الاثنين، إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، والمحاصرة منذ نحو 600 يوم.
إلا أن الناشطون على الأرض أكدوا أن أي مساعدات لم تدخل إلى حمص القديمة بحلول مساء الاثنين، كما أن أيا من النساء أو الأطفال لم يغادروها.
3 آلاف محاصر
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوجد نحو ثلاثة آلاف شخص في الأحياء المحاصرة في حمص. وتشهد أطراف هذه الأحياء معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطاولها.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين، لوكالة أنه لم يتم اتخاذ "أي إجراء بعد" على الأرض من قبل الحكومة السورية لتسهيل وصول القوافل الإنسانية إلى حمص، أو للسماح للنساء والأطفال بمغادرة المدينة.
وقال رئيس العمليات في الشرق الأوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت مارديني: "حتى ظهر اليوم (الاثنين)، لم يتخذ أي إجراء ملموس للقيام بأية عملية من هذا النوع في أحياء حمص القديمة"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأوضح مارديني أن أفراد الصليب الأحمر الدولي لم يدخلوا حمص منذ نوفمبر 2012.