يعيش سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، غربي العراق، حالة من الترقب، مع إكمال الجيش استعداداته للقيام بعملية عسكرية فيها، لتعقب عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في وقت نفى قادة عشائر المدينة وجود أي عناصر من مسلحي التنظيم المرتبط بالقاعدة في المدينة.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع العراقية لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الهجوم المرتقب لقوات الجيش على الفلوجة لقتال المسلحين "لن يتم قبل إخلاء المدينة من سكانها المدنيين"، لتجنب وقوع ضحايا من جراء القتال.
وأضافت المصادر أن القوات العراقية تنتظر الضوء الأخضر بعد أن أكملت استعداداتها لدخول المدينة التي تبعد نحو 60 كيلومترا غربي العاصمة بغداد.
وأفادت مصادر قبلية أن نحو 70 بالمائة من الفلوجة تحت سيطرة "القاعدة"، فيما تقع 30 بالمائة تحت سيطرة العشائر. ونصب مسلحو تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية"، نقاط تفتيش على الشوارع الرئيسة في الفلوجة.
وساد هدوء معظم أنحاء الفلوجة، الاثنين، قبل العملية العسكرية المتوقعة للجيش، الذي يحاصر المدينة من مداخلها الرئيسية الثلاث لليوم الثاني على التوالي.
وتجددت الاشتباكات في منطقة ذراع دجلة شرقي الفلوحة، بين وحدات من فرقة التدخل السريع التابعة لعمليات محافظة الأنبار، ومسلحي القاعدة، التي اندلعت مساء الأحد.
ووصف قائد عمليات الأنبار اللواء رشيد فليح في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" منطقة ذراع دجلة بأنها تؤوي أخطر المجموعات المسلحة التي تنتمي أو تتحالف مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
أزمة بإمدادات الغذاء
وتعاني الفلوجة أزمة إنسانية خانقة تسببت بنزوح آلاف العائلات، حسب رئيس مجلس محافظة الأبنار صباح كرحوت. وتطورت الأزمة من نقص إمدادات المواد الغذائية والتموينية والوقود، إلى قطع ماء الشرب عن المنازل. وأفاد مصدر طبي "سكاي نيوز عربية" أن المستشفى العام في الفلوجة يعاني نقصا حادا في إمدادات الدم والأدوية.
وفي الرمادي عادت الحياة إلى طبيعتها، خاصة في أحياء الملعب وشارعي 60 و20 وسط المدينة، وفي الأسواق التجارية الرئيسية، مع حضور لافت لأبناء العشائر مدعومين بقوات الشرطة المحلية وقوات سوات (التدخل السريع).
وأفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن الأحد شهد اشتباكات وصفها بالعنيفة، بين فرقة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب ومسلحي القاعدة، في منطقة الصوفية التي تعتبر المعقل الأخير لمقاتلي القاعدة في الرمادي، انتهت بطرد المسلحين.
ومن جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين، عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد "الإرهابيين" لتجنيب المدينة القصف وأخطار المواجهات المسلحة.
وأصدر المالكي القائد العام للقوات المسلحة تعليمات إلى قوات الجيش التي تحاصر الفلوجة "بعدم ضرب الأحياء السكنية في الفلوجة".
وتختلف التركيبة الاجتماعية والعشائرية في الفلوجة كثيرا عن الرمادي، وهو ما يعني صعوبة تكرار تصدي العشائر لمسلحي القاعدة.