أفاد مصدر أمني في قيادة شرطة الفلوجة بأن عشائر المدينة بدأت، مساء الأربعاء، القتال مع مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة، فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي إرسال تعزيزات عسكرية لمدن محافظة الأنبار ومنها الفلوجة.
وأضاف المصدر أن أبناء العشائر اشتبكوا مع مسلحي القاعدة في أحياء الجولان والشهداء، وأن شيوخ العشائر طالبوا أبناءها بـ"قتل أي مسلح ملثم يتجول في شوارع المدينة"، حسبما أوضح مراسل "سكاي نيوز عربية".
وتراجع المالكي عن قرار سحب الجيش من مدن الأنبار، معلنا عن إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان، الفلوجة والرمادي، مواجهات بين مسلحين والقوى الأمنية.
وقال المالكي حسبما جاء في خبر عاجل على تلفزيون "العراقية" الحكومي: "لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية استجابة لمناشدات أهالي الأنبار وحكومتها".
وسيطر المسلحون على الفلوجة في محافظة الأنبار بشكل شبه كامل، بعد أن اقتحموا أقسام شرطة وأجبروا أفرادها على الانسحاب من مراكزهم وسيطروا عليها، وأطلقوا سراح السجناء بداخلها.
وكان مسلحو القاعدة تسللوا إلى الفلوجة في الليل تحت ستار الظلام، واستهدفوا مراكز الشرطة وسيطروا عليها بسهولة، حيث إنها لم تكن مؤهلة للقتال حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
والفلوجة بها 20 مركز شرطة، ومركز قيادة واحد، جميعها تحت سيطرة المسلحين حاليا.
عشائر الرمادي تستعد لـ"تطهيرها"
وفي مدينة الرمادي التابعة لمحافظة الأنبار، أعلن شيوخ العشائر أن المعركة "بدأت مع القاعدة"، متوعدين بتطهير المدينة بالكامل خلال يومين من التنظيمات المسلحة التي دخلت الرمادي.
وأحرق مسلحون 4 مخافر للشرطة، بعد فرض سيطرة تامة عليها وإطلاق سراح المعتقلين فيها، وسط اشتباكات متقطعة بين هؤلاء المسلحين والجيش لليوم الثالث على التوالي.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة الأنبار أنه تم فرض حظر التجوال في مدينة حديثة غربي الرمادي، حتى إشعار آخر، بعد حدوث اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش.
وتشهد الرمادي اشتباكات متقطعة في غربها بين مسلحين والجيش، منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات على الطريق السريع قرب الرمادي يوم الاثنين الماضي.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن ساحة اعتصام الأنبار أصبحت ملاذا للإرهابيين، وأوضح أن العمليات الأمنية ستستمر لملاحقة ما تسمى بدولة العراق والشام.
وأبدى المالكي استعداده للتفاوض مع أهالي الأنبار "لحمايتها من الأجندات الخارجية والأفكار التكفيرية" على حد تعبيره، وقال إنه "لا يريد التفاوض مع من صنع الأزمة لتوظيفها لأغراض انتخابية".
وأعلنت السلطات العراقية بعيد فض الاعتصام، أن عناصر من تنظيم القاعدة فروا نحو مدينتي الفلوجة والرمادي، في إشارة إلى أن بعض من يقاتلون الجيش حاليا ينتمون إلى هذا التنظيم.