قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن مصر ستتطلع إلى دول أخرى غير الولايات المتحدة للوفاء باحتياجاتها الأمنية، داعيا واشنطن في الوقت ذاته إلى تحسين علاقاتها مع بلاده في ضوء المتغيرات الجديدة على الساحة المصرية.
وقال فهمي في مقابلة مع رويترز قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة الأحد إن مصر سيكون عليها تطوير "اختيارات متعددة" لرسم طريقها المستقبلي بما في ذلك العلاقات العسكرية، وذلك بعد قرار واشنطن خفض المساعدات العسكرية للقاهرة.
ووصل كيري الأحد لعقد مباحثات مع السلطات في مصر وذلك في خضم أزمة دبلوماسية بين القاهرة وواشنطن، وقبل يوم من محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي.
وأضاف فهمي أن الولايات المتحدة ينبغي أن تنظر إلى علاقتها مع مصر على المدى الطويل وأن تدرك أنه في أعقاب الربيع العربي "عليك أن تتعامل مع الشعوب العربية وليس الحكومات العربية وحسب".
وخاطب فهمي واشنطن قائلا: "إذا كانت ستصبح لك مصالح في الشرق الأوسط فإنك تحتاج إلى أن تكون علاقاتك جيدة أو على الأقل تدار جيدا مع الدولة التي هي مركز الشرق الأوسط."
وقال عن اجتماعه مع كيري: "سنعمل بهذا الأسلوب البناء لتطوير العلاقة ولكن ليس لدينا شك في أننا سنوفي بالاحتياجات اللازمة لأمننا القومي كما هي مطلوبة من أي مصدر نحتاجه."
وقال فهمي إن بلاده وهي ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل ويعيش بها ربع سكان العالم العربي انزعجت من خفض المساعدات وخاصة الجانب العسكري الذي يتطلب "استدامة واستمرارية واتساقا على المدى الطويل."
وكان الوزير وهو شخصية ليبرالية في الحكومة المدعومة من الجيش قام بأول رحلة خارجية رئيسية له إلى روسيا في سبتمبر وليس إلى الولايات المتحدة.
وقال فهمي إن الرسالة التي ستنقلها القاهرة إلى كيري هي أن "العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر مهمة جدا لكن العلاقة أعمق كثيرا من المساعدات أو وقف المساعدات ويجب أن ينظر اليها باعتبارها علاقة استراتيجية أكثر منها علاقة تكتيكية."
وأكد فهمي وهو سفير سابق لدى واشنطن ظل لفترة طويلة أحد المسؤولين عن رسم السياسات في وزارة الخارجية المصرية أن هذا التحرك لا يمثل إعادة توجيه للسياسة المصرية نحو موسكو التي كانت حليفا لمصر في عهد الاتحاد السوفيتي قبل أن يجذب الرئيس الراحل أنور السادات مصر إلى المعسكر الغربي ويتوصل إلى سلام مع إسرائيل.
وقال: "هذه عقلية الحرب الباردة. أنا لا أحاول أن أضع روسيا في مواجهة أميركا. أنا أحاول أن يصبح هناك 10 و20 و30 شريكا جديدا لمصر."
ومضى يقول "الحكومة المصرية ملتزمة بتنويع علاقاتها ليس على حساب أصدقائنا ولكن إلى جانب أصدقائنا... هذا ليس موقفا ضد السياسة الأمريكية إنه موقف متسق مع المصالح المصرية."
ويحصل الجيش على 1.3 مليار دولار سنويا في صورة مساعدات عسكرية ونقدية منذ وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1979.