حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين من عواقب "شل الدولة الفدرالية" على الأميركيين، واستبعد الخضوع لطلب "فدية" صادر برأيه عن الجمهوريين في الكونغرس.
وأثناء كلمة في قاعة الصحافة في البيت الابيض، أشار أوباما إلى أن "الوقت يضيق" أمام التوصل إلى اتفاق قبل ساعات قليلة على انتهاء السنة المالية، لكنه أوضح أن إصلاح قطاع الضمان الصحي الذي يعارضه خصومه، سيطبق اعتبارا من الثلاثاء "مهما حصل".
وقال أوباما إن إغلاقا جزئيا للدولة الفدرالية سيحصل عند منتصف ليل الثلاثاء بالتوقيت المحلي، إلا إذا حصل اتفاق في اللحظة الأخيرة "ستكون له عواقب اقتصادية حقيقية جدا على الناس في الحياة الفعلية وعلى الفور"، بعد أن أشار إلى وجود "أكثر من مليوني موظف مدني" و"1.4 مليون عسكري في الخدمة الفعلية".
وأضاف أن "مئات الآلاف من هؤلاء الموظفين الذين سيبقون في مراكزهم إنما سيعملون بدون رواتب، ومئات آلاف آخرين سيغادرون فورا بدون راتب".
وأكد أن هذا الشلل "سيؤثر على انكماش اقتصادنا في الوقت الذي بدأ فيه بالانطلاق مجددا".
وأوضح الرئيس الأميركي أن "الوقت يضيق. أملي هو أن يختار مجلس النواب في اللحظة الأخيرة التحرك بشكل صحيح".
وأسف أيضا لأن الجمهوريين في مجلس النواب عاجزون عن التحرك بسبب "الوعود التي يستحيل الوفاء بها والتي قطعوها للجناح اليميني المتطرف في حزبهم".
وقال أيضا: "فليكن الأمر واضحا. إصلاح الضمان الصحي سوف يستمر تطبيقه مهما كان قرار الكونغرس" وحتى في حال إغلاق الخدمات الحكومية.
وبعد أن أكد أن "الأميركيين أرسلونا إلى هنا كي نحكم"، حذر النواب الجمهوريين بالقول "لن تحصلوا على فدية بحجة قيامكم بعملكم".
وكان مجلس الشيوخ الأميركي، رفض الاثنين، مشروع قانون الموازنة المؤقت، الذي أقره مجلس النواب خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يؤدي إلى استمرار المأزق ويزيد من احتمال الوصول إلى الشلل الحكومي ابتداء من صباح الثلاثاء.
وصوت الشيوخ الديمقراطيون الـ54، الذي يحظون بالغالبية في مجلس الشيوخ ضد المشروع، الذي كان سيتيح تمويل الدولة الفيدرالية ابتداء من صباح الثلاثاء، إلا أنه في الوقت نفسه ينسف القانون الصحي لأوباما.
ولا يزال أمام مجلسي الشيوخ والنواب ساعات قليلة للاتفاق على نص مشترك للحيلولة دون الإقفال الجزئي للوكالات الفيدرالية.
ورغم عدم التوصل إلى اتفاق حول الموازنة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، أكد أوباما ظهر الاثنين أنه "غير مستسلم أبدا" أمام إمكانية الوصول إلى شلل الدولة.
وقال إنه سيتحادث مع المسؤولين في الكونغرس الاثنين والثلاثاء، إلا أنه كرر القول إنه "لن يفاوض تحت تهديد الشلل".
وفي حال لم يتوصل الكونغرس إلى التصويت على قانون مؤقت للموازنة قبل منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء (00.04 بتوقيت غرينيتش) أي ساعة البدء الرسمي بتطبيق موازنة 2014، فإن الأجهزة الحكومية ستبدأ العمل بالحد الأدنى حتى أجل غير مسمى.