واصلت موجة العنف التي تضرب العراق منذ أشهر حصد مزيد من الضحايا، إذ قتل 34 شخصا على الأقل، الثلاثاء، في سلسلة تفجيرات هزت مناطق عدة من البلاد.
وعلى الرغم من تنفيذ قوات الأمن حملات لملاحقة المسلحين في مناطق متفرقة خصوصا حول العاصمة بغداد، إلا أن الهجمات الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف قتيل منذ مطلع العام الجاري لم تتوقف.
ومسا الثلاثاء، انفجرت عشر سيارات مفخخة في أنحاء عدة في العاصمة بفارق زمني لا يتجاوز عشر دقائق، مخلفة 26 قتيلا وأكثر من 80 جريحا.
وفي المدائن، إلى الجنوب من بغداد، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة في شارع رئيسي، حسب ما أفادت مصادر امنية وطبية.
وفي الموصل (350 كيلومترا شمال بغداد)، أفاد مصدر امني بمقتل ستة عناصر من الشرطة كانوا يستقلون حافلة متوجهين إلى مقراتهم عند قرية عين جحش".
وفي هجوم آخر، قتل جندي وأصيب أحد المارة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية للجيش في حي الإصلاح الزراعي، في غرب الموصل، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
كما أصيب اثنان من المارة بجروح جراء تفجير عبوة ناسفة من قبل قوات الأمن في منطقة باب سنجار، غرب الموصل، وفقا للمصادر.
وفي الفلوجة (60 كيلومترا غرب بغداد) قال العقيد محمد العراك من الشرطة إن "12 شرطيا بينهم ضابط برتبة نقيب وآخر برتبة ملازم أول، أصيبوا بجروح في هجوم انتحاري نفذه أربعة انتحاريين أعقبه هجوم مسلح".
في غضون ذلك، واصلت القوات العراقية عملياتها ضد من نصفهم بـ"الإرهابيين"، معلنة اعتقال مئة من هؤلاء ومقتل عشرات آخرين، لكن الانتقادات التي تتعرض لها تتوالى.
وقالت جيسيكا لويس المتخصصة بشؤون القاعدة في معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة إن "ظاهرة الهجمات بواسطة سيارات مفخخة يتسع نطاقها مع ارتفاع عدد الضحايا".
وأوضحت أن المجموعات المرتبطة بالقاعدة نجحت في إعادة تنظيم نفسها وفي إرساء هيكلية قيادية تتيح شن هجمات منسقة، بينما اعتبر دبلوماسي غربي أخيرا أن "القاعدة دخلت مرحلة إعادة السيطرة" على العراق.