قتل شخص وأصيب آخرون في مواجهات اندلعت، الجمعة، في عدة مناطق مصرية خلال تظاهرات نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها بمناسبة مرور شهر على فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، بينما شهدت ضاحية المعادي جنوبي القاهرة مظاهرة مؤيدة لعملية الانتقال السياسي.
وقال مصدر طبي في مديرية الصحة بالإسكندرية إن شخصا قتل في اشتباكات بين "الأهالي وأنصار الإخوان المسلمين" شهدتها المدينة، مضيفا أن 21 شخصا أصيبوا بجروح، بينهم 2 في حالة خطرة.
وكانت قوات الجيش المصري كثفت من انتشارها بعدد من الميادين الرئيسية في البلاد، كما قامت بنشر العديد من الحواجز على جميع المداخل المؤدية إلى القاهرة حيث احتشد الآلاف من أنصار الإخوان المسلمين.
وفي مدينة المحلة شمال غربي العاصمة، اندلعت اشتباكات بين الأهالي وأنصار الجماعة الذين نظموا تظاهراتهم الجمعة تحت شعار "الوفاء لدم الشهداء" ما دعا قوات الأمن لإطلاق الغازات المسيلة للدموع.
ورفع العديد من المتظاهرين صور مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، الذين قتلوا أثناء فض الاعتصامين، وكانوا يهتفون "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، كما نظمت مسيرة بحي مصر الجديدة شارك فيها المئات.
ووقعت اشتباكات في مدينة الإسكندرية وفي دلتا النيل حيث تدخلت أيضا الشرطة التي عملت إلى فصل الجانبين باستخدام القنابل المسيلة للدموع، في حين فضت الاشتباكات في مدينتي المحلة وطنطا بمحافظة الغربية.
مظاهرات مؤيدة للجيش
ولم تقتصر التظاهرات على أنصار "الإخوان"، فقد تظاهر مئات المصريين في شوارع المعادي جنوبي القاهرة، دعما لعملية الانتقال السياسي التي أعلنها الجيش بعد عزل مرسي في 3 يوليو استجابة لمظاهرات شعبية حاشدة.
ورفع المتظاهرون صورا لوزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وصورا لقتلى الجيش، كما حملوا الأعلام المصرية، وردد شعارات تدعم اللّحمة الوطنية وتناهض الإرهاب على حد تعبيرهم.
وتأتي هذه المظاهرات في وقت تواصل القوات الحكومية شن عملية أمنية واسعة النطاق في شبه جزيرة سيناء، وذلك لملاحقة من تصفهم السلطة بـ"الجماعات الإرهابية" بعد أن شهدت المنطقة اعمال عنف ضد المقار الأمنية والحكومية.
من جهة أخرى، طالبت الولايات المتحدة الحكومة المصرية برفع حالة الطوارئ التي أعلنتها في الرابع عشر من الشهر الماضي، وذلك بعد أن أصدرت القاهرة قرارا بتمديدها لشهرين إضافيين.
وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن واشنطن لاتزال تعارض فرض حالة الطوارئ، مطالبة القاهرة بـ"إتاحة مناخ يمكن من خلاله لجميع المصريين ممارسة حقهم في حرية التجمع والتعبير بسلام".
استمرار عمليات سيناء
وواصلت القوات البرية وطائرات الهليكوبتر الحربية مهاجمة المسلحين في شبه جزيرة سيناء الجمعة، في إطار حملتها للقضاء على تهديد أمني بدأ يمتد إلى بقية البلاد حسبما تقول السلطات.
وقال مسؤولون أمنيون إن ثلاثة جنود أصيبوا في اشتباكات في ثلاث قرى في شمال سيناء.
وتزايدت أنشطة المسلحين في شبه الجزيرة وفي أماكن أخرى في مصر، منذ أطاح الجيش الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي إثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
وقال مسؤولون أمنيون إن السلطات اعتقلت في العملية الحالية رجلين مطلوبين وضبطت صاروخا ومتفجرات تستخدم في صنع القنابل و200 كتاب عن الأصولية الإسلامية.