قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه "يبحث توجيه ضربة محدودة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه "يتطلع إلى تحرك محدود وليس التزاما مفتوحا"، مشيرا إلى أنه "لم يتخذ قرارا نهائيا" بشأن الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأضاف أوباما أن الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا "يمثل تحديا للعالم ويهدد حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة مثل إسرائيل والأردن".
وفي محادثة هاتفية بين أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى توجيه "رسالة قوية" إلى نظام الأسد الذي حملانه "المسؤولية" عن الهجوم الكيماوي، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية.
وفي أعقاب نشر تقرير يشير بأصابع الاتهام إلى الحكومة السورية باستخدام سلاح كيماوي في قصف منطقة الغوطة قرب دمشق في 21 أغسطس، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده "لن تكرر تجربة العراق في سوريا"، في تلميح إلى ضربة عسكرية محتملة ضد دمشق.
وأعلن كيري أن العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا "ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الأرض".
وللقيام بهذه العملية العسكرية، قال كيري إن واشنطن تعول على حلفائها وهم فرنسا والجامعة العربية وأستراليا، معتبرا أن هذا التدخل العسكري "سيكون بمثابة رسالة إلى ايران وحزب الله اللبناني"، حليفي النظام السوري.
وقال وزير الخارجية إن "أي شيء تفعله أميركا بخصوص سوريا لن يكون بلا نهاية"، وإن أميريكا "لن تتحمل مسؤولية الحرب الأهلية في سوريا".
وأضاف كيري أن واشنطن "ستتحرك بناء على جدولها الزمني الخاص"، مشيرا إلى أن "بلاده ليست وحدها الراغبة في التحرك عقب الهجوم الكيماوي السوري".
تقرير المخابرات
وكان تقرير للمخابرات الأميركية صدر الجمعة، قال إن هجوما بأسلحة كيماوية في سوريا في 21 أغسطس أدى إلى مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا، وأشار كيري إلى هذين الرقمين في كلمته.
وقال التقرير الذي جاء في 4 صفحات إن "المعلومات التي جمعت شملت اتصالات جرى اعتراضها لمسؤول كبير مطلع بشكل وثيق على الهجوم، ومعلومات أخرى اعتمدت على البشر والإشارات والأقمار الصناعية".
وأعلن مسؤلون دفاعيون أميركيون في ساعة متأخرة من مساء الجمعة أن سفينة حربية أميركية سادسة تعمل الآن في شرق البحر المتوسط قرب خمس مدمرات أميركية مزودة بصواريخ كروز. قال أحد المسؤولين إنه تم الإبقاء على السفينة "كإجراء وقائي."
أردوغان: ضربة تسقط الأسد
وعلى الرغم من الحديث الأميركي عن محدودية الضربة المزمعة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن أي تدخل عسكري دولي ضد سوريا يجب أن يستهدف وضع نهاية لحكم الأسد.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد صرح بان تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لديها أدلة على مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في غوطة دمشق وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، منهم مئات الأطفال.
الناتو لن يشارك
ومن جهة أخرى، قال الأمين العام لحلف الأطلسي أندريس فوغ راسموسن لأول مرة، إن الحلف ليس لديه خطط للإقدام على إجراء عسكري في سوريا.
وعندما سئل راسموسن عن الهجمات القاتلة المزعومة بضاحية في دمشق وقعت يوم 21 أغسطس، أشار بأصابع الاتهام إلى القوات السورية، وقال: "الأمر يحتاج إلى خبث أكثر من المعقول للاعتقاد أن المعارضة هي وراء هجوم كيماوي في منطقة تسيطر عليها إلى حد كبير".
لكنه قال للصحفيين في الدنمرك إن الحلف "ليس لديه خطط للتدخل في سوريا" الذي يتطلب موافقة كل أعضائه الـ 28.
وجددت سوريا رفضها الاتهامات الأميركية بأنها استخدمت أسلحة كيماوية "أكاذيب عارية عن الصحة"، ووضفتها بأنها "محاولات يائسة" لتبرير ضربة عسكرية لسوريا.
"عدوى الإرهاب"
من جانبه، حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند من أن توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد "سينقل عدوى الإرهاب إلى أوروبا".
وقال مادورو إنه "إذا تم اغتيال الرئيس الأسد أو الإطاحة به في سوريا، فإن الجماعات الإرهابية هي التي ستتولى السلطة وليكن بمعلوم أوروبا والرئيس هولاند أن كل أوروبا ستصاب بعدوى الإرهاب".
وأوضح مادورو أن "مهاجمة سوريا جنون وتسليح مجموعات القاعدة جنون".
وكان الرئيس الفنزويلي يتحدث في سورينام على هامش قمة اتحاد دول أميركا الجنوبية التي أقرت الجمعة إعلانا مشتركا يرفض تدخلا عسكريا.