وصل فريق مفتشي الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة إلى لبنان، بعد انتهاء مهمته في جمع عينات من المناطق التي يعتقد أنها تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا، فيما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي الدول الكبرى بأن تحليل العينات قد يستغرق أسبوعين.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن تحليل العينات التي جمعها الخبراء قد يستغرق اسبوعين.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي قال إن فريق خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للمنظمة الدولية، استكمل جمع العينات والأدلة فيما يتعلق بهجوم كيماوي محتمل أدى إلى مقتل مئات الأشخاص قرب دمشق الأسبوع الماضي ويستعد للرحيل.
وأنهى الفريق عمله الجمعة، أي قبل ثلاثة أيام، من الموعد المحدد لانتهاء مهمته رسميا.
وتوجه فريق المحققين الدوليين إلى مستشفى المزة العسكري لمعاينة جنود الجيش السوري الذين أصيبوا بالكيماوي في حي جوبر، قبل مغادرته البلاد.
وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، إنه سيتسلم نتائج التحقيق السبت المقبل، وسيطلع أعضاء مجلس الأمن عليها.
دمشق ترفض "التقرير الجزئي"
وأعلنت دمشق الجمعة رفضها أي "تقرير جزئي" لمفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية، مشددا على ضرورة انتظار "التحاليل المخبرية" للعينات التي جمعتها البعثة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله خلال اتصال هاتفي مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "سوريا ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها، والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية التي جرى جمعها من قبل البعثة، والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة".
موقف موسكو
وترى روسيا أن أي تدخل عسكري في سوريا سيوجه "ضربة خطيرة" للنظام العالمي القائم على الدور المركزي للأمم المتحدة.
وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف إن "مثل هذه التحركات التي تتجاوز مجلس الآمن الدولي، إذا جرت ستشكل مساسا خطيرا للنظام القائم على الدور المركزي للآمم المتحدة وضربة خطيرة للنظام العالمي".
وأضاف أنه يرحب برفض البرلمان البريطاني التدخل العسكري في سوريا.
وكان نائب الوزير الخارجية الروسي صرح أن موسكو تعارض تبني أي قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة ضد سوريا.
وقال غينادي غاتيلوف في تصريحاته إن "روسيا تعارض أي قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إمكانية استخدام القوة".
وعقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي اجتماعا قصيرا الخميس بطلب من روسيا حليفة دمشق، دون أن ينجحوا في تقريب وجهات النظر بينهم.
رفض بريطاني وألماني وتأييد فرنسي
وكان مجلس العموم البريطاني رفض مذكرة تنص على مبدأ تدخل عسكري في سوريا. ومع ذلك صرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل الجمعة أن الولايات المتحدة تسعى إلى بناء "تحالف دولي" للتصدي للهجوم المفترض بأسلحة كيماوية على مدنيين من قبل دمشق.
لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن بلاده مستعدة للمشاركة في أي عمل عسكري على سوريا على الرغم من عدم مشاركة بريطانيا، في وقت يتأهب مفتشو الأمم المتحدة لمغادرة العاصمة دمشق.
ويرى هولاند أن رفض لندن تدخلا عسكريا ضد دمشق لا يغير شيئا في الموقف الفرنسي من ضرب سوريا، وأوضح أن الهجوم الكيماوي تسبب في "الآلام" للشعب السوري ويجب ألا يمر دون عقاب لفاعله.
ولم يستبعد هولاند من جهة أخرى توجيه ضربات جوية إلى نظام دمشق قبل الأربعاء، اليوم الذي تعقد فيه الجمعية الوطنية الفرنسية اجتماعا لمناقشة الموضوع السوري، مؤكدا أن "هناك مجموعة أدلة تشير إلى مسؤولية نظام دمشق" في الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية الذي وقع في 21 أغسطس في ريف دمشق وأسفر عن مئات القتلى.
وانضمت الحكومة الألمانية إلى نظيرتها البريطانية برفضها المشاركة بالحرب على سوريا بقولها "إنها ليس لديها حاليا خطط للمشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا".
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت في برلين الجمعة "إننا لم نبحث أي مشاركة عسكرية ألمانية ومازلنا عند موقفنا ولن نبحث ذلك".
وجاءت تصريحاته بعد مقابلة أجراها وزير الخارجية غيدو فيسترفيله مع صحيفة نويه أوسنابروكر تسايتونغ قال فيها إنه لم يطلب من ألمانيا المساهمة في عمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب هجوم كيماوي مزعوم قتل مئات المدنيين الأسبوع الماضي.