مع اتساع بؤرة التوتر في سيناء نتيجة هجمات كر وفر تدور بين مسلحين وقوات الأمن، يبقى أهالي هذه المنطقة هم "المتضرر الأكبر" في هذه المعادلة بعد أن تأثرت حياتهم اليومية بشكل أو بآخر واختفى شعورهم بالأمان.
وقال ناصر العسل المقيم في منطقة الشيخ زويد لـسكاي نيوز عربية: "تأذى أهالي المنطقة من الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن ومسلحين، إذ أصبحنا نشعر بعدم الأمان خصوصا أن هذه الاشتباكات تدور قرب منازل السكان".
وأضاف: "نحن في شهر رمضان ومع ذلك لا نستطيع أن نخرج من منازلنا أو نزور أسرنا بصورة طبيعية إلا للضرورة، وذلك للعديد من الأسباب أهمها إطلاق النار المستمر والحصار الأمني الذي ازداد بصورة كبيرة".
وتابع: "صرنا نتناول وجبة الإفطار على صوت الطلقات النارية التي تستمر في بعض الأحيان حتى ساعات الصباح الباكر".
وأعرب العسل عن حزنه "لوفاة أبرياء لا ذنب لهم"، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذه مسلحون بقذيفة هاون استهدف عربة للشرطة، ولكنهم أخطأوا وأصابوا حافلة تقل عمالا بمدينة العريش، ما أسفر عن مقتل 4 عمال وإصابة 17 آخرين.
رفح.. "خوف من المجهول"
من جهته، أعرب يحيى أبو نصرة المنتمي لقبيلة الرميلات في رفح عن "خوف الأهالي من المجهول ومن استغلال الأحداث الجارية لإعادة سيناريو المداهمات الأمنية التي تلت أحداث طابا وشرم الشيخ".
وأضاف لـسكاي نيوز عربية: "الحضور الأمني في المنطقة مكثف لذا نشعر بالأمان ونتحرك كما يحلو لنا، لكننا مازلنا نخشى من المجهول ونعيش حالة ترقب في انتظار ما ستجلبه لنا التطورات السياسية".
واستنكر أبو نصرة التصريحات التي تداولها منتمون لجماعة الإخوان المسلمين بأن رحيل الرئيس السابق محمد مرسي سيضر بالأمن في سيناء، قائلا: "نطالب الأحزاب السياسية المختلفة أن تترك سيناء وأهلها خارج الصراع على السلطة".
"تدمير الأنفاق سيخدم أهالي رفح"
وعن قيام قوات الأمن المصرية بتدمير الأنفاق التي تصل أجزاء من سيناء بقطاع غزة، قال أبو نصرة: "إن تدمير الأنفاق سيفيدنا بالتأكيد لأنها تستخدم في تهريب مواد مختلفة، أهمها الوقود الذي نحتاجه بشدة".
وأضاف: "أهالي سيناء يعانون من شح الوقود، لذا نحن أولى بوقودنا من أهالي غزة، ولكن لا مانع لدينا من إيصال الإسمنت وغيره من المواد المتوفرة لدينا بكثرة".
وأوضح أبو نصرة أن بعضا من أهالي سيناء هم من يهربون الوقود إلى غزة، مضيفا: "بعض أهالي سيناء يهربون الوقود وغيره من المواد إلى غزة طمعا في كسب المال، إذ يباع لتر البنزين في رفح مقابل 2 جنيه للتر الواحد، بينما يباع عبر الأنفاق مقابل 4 جنيهات للتر الواحد".
"العريش.. قلق على الأرض"
أما حمادة الغول، الذي ينتمي لقبيلة الفواخرية كبرى عائلات العريش، فقال لـسكاي نيوز عربية إن "سكان العريش ينتمون لقبائل وعائلات تعرف بعضها البعض وفي حال وقع أحدهم في مأزق فستقف قبيلته بجانبه"، مشددا على أن الخوف الآن "ليس على الأرواح وإنما على أراضي سيناء".
وتابع: "أصبحنا خائفين على أرضنا من الضياع، فرغم أن أحداث العنف تقع قرب نقاط أمنية خارج المدينة، ولكن الخوف يلازمنا على سلامة أراضي سيناء".
وطالب الغول القوات المسلحة "بالتعامل بحزم شديد مع المسلحين الذين باتوا يؤرقون أهالي سيناء ويقومون يهجمات إرهابية بالإضافة إلى عمليات التهريب المستمرة".
وتابع: "خلال حكم الرئيس السابق محمد مرسي كان مهربون يعملون ليل نهار على نقل المخدرات أو السلاح أو المواد الغذائية من وإلى الأراضي المصرية وغزة، لذا نحتاج من قوات الأمن أن تكون أكثر حزما حتى نشعر بالأمان ونطمئن على بلادنا".
"بئر العبد.. أكثر مناطق سيناء أمانا"
وقال محمد عبد الصاحي المقيم في بئر العبد لـسكاي نيوز عربية: "تتسم منطقة بئر العبد بالهدوء التام، والأوضاع فيها مستقرة بشكل كبير".
وتابع: "مازلنا نزور بعضنا البعض خلال شهر رمضان ونذهب إلى المقاهي لأن الأمن مستتب"، مرجعا الأسباب إلى ارتفاع نسبة التعليم في بئر العبد.
وأضاف: "تعد بئر العبد من أكثر مناطق التي ينتشر فيها التعليم بنسبة كبيرة مقارنة بالمناطق الأخرى في سيناء، كما أننا جميعا نعرف بعضنا جيدا".
وأوضح عبد الصاحي أن 8 من أبناء منطقة بئر العبد التقوا قائد الجيش الثاني أحمد وصفي وأبلغوه "رفضهم الكامل لأعمال العنف في المنطقة واستعدادهم التام لمساعدة القوات المسلحة قدر المستطاع".