تشهد الأحياء الجنوبية من العاصمة السورية دمشق قصفا مدفعيا وبراجمات الصواريخ، مصدرها مطار المزة العسكري، حسبما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" في ساعة متأخرة من الأحد.
وقال ناشطون إن "هناك حركة نزوح كبيرة جدا للمدنيين من حي تشرين في دمشق، خوفا من دخول القوات الحكومية إلى الحي".
وشنت طائرات حربية تابعة للقوات الحكومية السورية، الأحد، غارات على مناطق متفرقة في البلاد، لاسيما ريف إدلب وحي القابون بدمشق الذي يشهد معارك ضارية بين قوات من الجيش الحر وأخرى حكومية.
وقال سكان من الأحياء المجاورة لـ"سكاي نيوز عربية" إن حي القابون يتعرض لقصف هو الأعنف "منذ بدء الحملة العسكرية عليه منتصف الشهر الماضي".
وأضافوا أن "عددا من الصواريخ سقط خلال الساعات الماضية على الحي، وأن أصوات القصف والاشتباكات دفعت بكثير من سكان الأحياء المجاورة إلى مغادرة منازلهم".
وقال أحد السكان: "الطائرات الحربية قصفت اليوم عدة مواقع في الحي، وكان الأعنف على منطقة الصناعة"، مضيفا أن "اشتباكات عنيفة دارت على مداخل الحي الذي تحاول القوات الحكومية اقتحامه من عدة محاور".
كما قالت مصادر في المعارضة السورية إن" القوات الحكومية تحتجز منذ مساء أمس (السبت) أكثر من 200 شخص بينهم أطفال ونساء في الجامع العمري بحي القابون"، محذرة من استخدامهم "دروعاً بشرية"
كما كشفت المصادر عن أن "أكثر من 50 شخص من القوات الحكومية ومن يسمون الشبيحة بينهم ضباط قتلوا على أيدي كتائب الجيش الحر المقاتلة خلال محاولتهم اقتحام الحي في الساعات الـ24 الماضية".
في غضون ذلك هزت انفجارات "ضخمة" منطقتي التضامن والعسالي في دمشق وسط اشتباكات عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، حسب ذكر ناشطون.
كما نقلت السلطات السورية الأحد صحفيين إلى منطقة جوبر في دمشق، حيث تخوض القوات الحكومية قتالا مع قوات المعارضة المسلحة.
وحي جوبر الذي يغلب السنة على سكانه من طلائع مواقع الاحتجاجات على الرئيس السوري بشار الأسد، ويشهد الحي اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.
وغادر كثير من المدنيين المنطقة وأصبحت المنازل مهجورة وشوهدت الأضرار في كل مكان.
وفي ريف إدلب، قتل أب وأطفاله الثلاثة جراء "إلقاء الطيران الحربي برميلا متفجرا على منزلهم في قرية بسامس"، كما قتل 3 آخرون في قرية إبلين بقصف مدفعي.
إسرائيل شنت ضربات قرب اللاذقية
من جهة أخرى، أكدت شبكة "سي أن أن" الأميركية نقلا عن 3 مسؤولين أميركيين أن سلسلة الانفجارات التي سجلت في 5 يوليو قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية نجمت عن ضربات جوية إسرائيلية.
وفي تقرير بثته في وقت متأخر الجمعة، قالت "سي أن أن" إن الضربات استهدفت صواريخ ياخنوت الروسية الصنع التي تعتبرها إسرائيل تهديدا لقواتها البحرية في شرق المتوسط.
وامتنع الجيش الاسرائيلي عن التعليق على هذا التقرير، الذي سبق وأكده المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، قاسم سعد الدين، قبل أيام.
وقال سعد الدين في 9 يوليو إن الهجوم استهدف ثكنات تابعة للبحرية السورية في منطقة السفيرة بالقرب من ميناء اللاذقية، مشيرا إلى أن شبكة مخابرات المعارضة كانت اكتشفت تخزين صواريخ ياخونت في تلك المخازن.
وأضاف أن الجيش السوري الحر لم يستهدف هذه الصواريخ، وأن مقاتلي المعارضة لم ينفذوا الهجوم الذي قال إنه إما هجوم جوي أو بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من سفن في البحر المتوسط.
يشار إلى أن إسرائيل كانت شنت عددا من الضربات الجوية في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة إن هدفها منع وصول اسلحة متطورة إلى أيدي جماعة "حزب الله" اللبنانية.