تعرضت قوات عراقية إلى هجمات دامية الخميس على أيدي مجموعات مسلحة، قتل فيها 34 من أفراد الأمن في مناطق متفرقة، بينما قتل 4 مدنيين في أنحاء أخرى من البلاد.
وقعت أكبر الهجمات على الطريق بين بيجي (200 كلم شمال بغداد) وحديثة (210 كلم شمال غرب بغداد)، حيث أعلنت مصادر أمنية وطبية عن هجوم نفذه مسلحون على مركز لقوات حماية المنشآت النفطية والجيش.
وذكر عقيد في الشرطة أن الهجوم وقع في منطقة قريبة من الحدود مع محافظة الأنبار تبعد نحو 35 كلم غرب بيجي في محافظة صلاح الدين.
وفي وقت سابق، تعرضت مراكز أمنية في محافظة الأنبار إلى هجمات انتحارية.
وقال العقيد وسام زعيلي من شرطة الخالدية الواقعة على بعد 20 كلم شرق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) إن "مجموعة مسلحة هاجمت مركز شرطة الشهابي في جزيرة الخالدية".
وأضاف "بدأ المهاجمون بإطلاق النار على أبراج الحماية التابعة للمركز وتسلل اثنين من المسلحين إلى باب المركز حيث قتل أحدهما".
وتابع أن المهاجم الثاني "تمكن من قتل أحد الحراس ودخل إلى مقر الاستعلامات الرئيسية وفجر نفسه هناك ما أدى إلى مقتل شرطي ثان وإصابة اثنين"، قبل أن يهاجم المركز "انتحاري آخر يقود سيارة مفخخة فأصاب 4 من أفراد الشرطة".
وفي هجوم آخر، سقطت ثلاث قذائف هاون على مركز للشرطة في الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) تبعها تفجير انتحاري بسيارة مفخخة أمام المركز، ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة 3.
وجاءت هذه الهجمات بعد ساعات قليلة من مقتل اثنين من الشرطة وإصابة آخرين بجروح مساء الأربعاء، في هجوم انتحاري استهدف رتلا للشرطة قرب منطقة الرطبة غرب الرمادي.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل الخميس جندي أمام منزله عندما أطلق مسلحون النار عليه في حي سومر في شرق المدينة، وقتل شرطي وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة في غرب الموصل، وفقا لملازم أول في الشرطة.
وقتل مدني بأيدي مسلحين أيضا في منطقة تبعد 60 كلم جنوب الموصل، بحسب مصادر أمنية وطبية، كما قتل مدني آخر بأيدي مسلحين مجهولين في قضاء الشرقاط (300 كلم شمال بغداد).
وانفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة الكرادة في بغداد قبيل موعد الإفطار بقليل، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 على الأقل بجروح، بحسب عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي.
كما أصيب 32 شخصا في انفجار سيارة مفخخة قرب محكمة في طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد).
من جهة أخرى، عثر مساء الأربعاء على جثث ثلاث نساء في شقة في منطقة زيونة في شرق بغداد وعليها آثار رصاص.
تحذيرات من حرب أهلية
وحذر مسؤول في بعثة الأمم المتحدة بالعراق الأربعاء من حرب أهلية دامية، معتبرا أن أزمة سوريا وعوامل إقليمية أخرى تلقي بظلالها على التطورات العراقية.
وأوضح مسؤول ملف حقوق الإنسان في البعثة فرانسيسكو موتا أن "العراق بات عند مفترق طرق"، مضيفا "لا نقول إننا في حرب أهلية حاليا، لكن أعداد الضحايا سيئة جدا".
ويشهد العراق تصاعدا في وتيرة العنف المتواصل منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حيث قتل بحسب أرقام الأمم المتحدة أكثر من 2500 شخص في الأشهر الثلاثة الأخيرة بينهم 761 في يونيو فقط.
ورأى أنه "إذا استمر ارتفاع الخسائر بهذه الوتيرة، سيكون هناك أكثر من خمسة آلاف قتيل نهاية السنة ما يعني العودة إلى أرقام عام 2008".