عرضت المعارضة السورية هدنة لوقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان المبارك بمدينة حمص على الرئيس السوري بشار الأسد، على ما أفاد مراسل سكاي نيوز عربية، نقلا عن أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وقصفت القوات الحكومية حي الخالدية في حمص القديمة فجر يوم الأحد، وذلك في اليوم التالي لتقدمه على الجبهة الجنوبية من حي الخالدية الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
في الأثناء، قالت المعارضة إن "الجيش الحر" استهدف مقرا للقوات الحكومية و"الشبيحة" في حلب القديمة ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 عنصراً منهم.
ويشن الجيش السوري حملة مكثفة لليوم التاسع على التوالي لاستعادة السيطرة على أحياء حمص القديمة، التي تحاصرها قواته منذ قرابة العام، في محاولة لإعادة فتح محور يربط العاصمة دمشق بالبحر المتوسط غربا.
وقال أحد سكان المنطقة، أبو بلال الحمصي، لموقع سكاي نيوز عربية إن "القوات النظامية بقيادة أفراد من حزب الله تمكنوا من التقدم في الجبهة الجنوبية لحي الخالدية".
كما أكد الناشط أحمد القصير لموقعنا أن مقاتلي الجيش الحر في حي الخالدية "وزعوا أحزمة ناسفة على كافة الجبهات تحسبا لاقتحام محتمل للقوات النظامية" فعندها وعلى حسب قوله "لم يعد لدى مقاتلي المعارضة ما يخسوه.. وستدخل قوات النظام على أجسادهم".
وفي حال تمكن الجيش السوري من دخول حي الخالدية فإنه سيتمكن من استعادة السيطرة على كافة الأحياء القديمة هناك، وتبقى أمامه مناطق في الريف الشمالي ليستعيد المحافظة بشكل كامل، وفقا لمصادر المعارضة.
ويوجد في أحياء حمص القديمة قرابة 400 عائلة، منهم 100 عائلة مسيحية، وهي منطقة محاصرة منذ قرابة العام، حسب أحمد القصير.
وفي دير الزور شرقي البلاد، تستمر كتائب المعارضة المسلحة بمحاصرة المطار العسكري، وقال المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشرقية لهيئة الأركان عمر أبو ليلى لموقعنا إن "هناك تقدما ملحوظا في معظم القطاعات رغم النقص الحاد في الذخيرة".
وأضاف أبو ليلى: "هناك جبهات لا تزال مشتعلة جدا ولعل أبرزها جبهة الحويقة والصناعة والرصافة" مؤكدا أن القوات الحكومية تقصف بشكل مستمر الأحياء التي تسيطر المعارضة عليها.
ونفذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في حي جوبر بريف العاصمة دمشق، وتواردت أنباء عن سقوط جرحى وتدمير بعض المنازل، كما يتعرض حي القابون للقصف من القوات الحكومية بعد أيام من سيطرته على منطقة كراجات البولمان الاستراتيجية.
وتدور اشتباكات بين الجيشين السوري والحر في بلدة الزمانية في الغوطة الشرقية بالتزامن مع قصف من قبل القوات الحكومية على بلدة البلالية في المنطقة ما أدى لمقتل أشخاص وجرح آخرين.
كما تعرضت مناطق في بلدات ومدن دوما والمعضمية وعدرا وحجيرة ومخيم الشمالنة للقصف أيضا عند منتصف ليل السبت الأحد.
بدورها وكالة الانباء السورية سانا تحدثت عن "تصدي الجيش اليوم لمحاولة مجموعة إرهابية مسلحة تسمي نفسها (جبهة الإسلام من مارع) الاعتداء على سجن حلب المركزي وأوقعت معظم أفرادها قتلى ومصابين".
وأضاف المصدر الخاص بوكالة سانا إنه "تم تدمير عتاد متنوع ورشاشات ثقيلة وأسلحة استخدمها الإرهابيون في اعتداءاتهم".
مهاجرون غير شرعيون
على الصعيد الإنساني يستمر سوريون بمحاولة الهروب خارج البلاد التي تشهد نزاعا أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص منذ منتصف مارس 2011، حيث أوقفت عناصر خفر السواحل الروماني أمس السبت في البحر الأسود 33 سوريا بينهم نساء وأطفال كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا على متن سفينة شراعية.
وكان مهربان تركيان على متن السفينة التي لم تكن ترفع علما ورصدت على بعد حوالى 7 أميال من السواحل الرومانية.
وقال خفر السواحل في بيان صدر الأحد "سمحت التحقيقات بكشف وجود 20 رجلا على متن السفينة و8 نساء و7 أطفال أي 33 مواطنا سوريا إضافة إلى المهربين التركيين".
ويخضع المهاجرون السوريون لتحقيق "لدخولهم بصورة غير مشروعة" الأراضي الرومانية، والمهربان التركيان لجذبهما زبائن ومساعدتهم على عبور حدود بشكل غير شرعي.
يذكر أنه ومنذ ديسمبر 2012 أدت حادثتان من حوادث القوارب إلى مقتل أكثر من 50 سوري حاولوا الفرار خارج البلاد، ورغم ذلك لا يزال أشخاص يحاولون العبور إلى شواطئ البلاد الأوربية القريبة كاليونان، حيث وصل إلى هذه الشواطئ في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ما يقارب 1000 شخص دون رادع من المخاطر التي قد يواجهونها للوصول إلى هناك.
ووفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي، تم القبض على أكثر من 11 ألف شخص من السوريين الذين يحاولون دخول دول الاتحاد بطريقة غير شرعية عام 2012، مقارنة مع حوالي 3 آلاف شخص سنويا في الأعوام الثلاثة السابقة.