أعلن المؤتمر الوطني العام الليبي عن قبوله استقالة رئيس الأركان الليبي يوسف المنقوش، الذي قدمها بعد اشتباكات بين محتجين وميليشيا في مدينة بنغازي، قتل فيها 31 شخصا على الأقل.
وذكر قرار صادر عن المؤتمر الوطني العام وحصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه أن المؤتمر قبل استقالة رئيس الأركان الليبي يوسف المنقوش وكلف المعاون اللواء "سالم قنيدي" بمهام رئيس الأركان حتى يتم تعيين رئيس أركان جديد.
وكلف المؤتمر الحكومة الليبية باتخاذ الإجراءات العملية لإنهاء الوجود الفعلي لكافة الميليشيات والتشكيلات المسلحة ولو باستعمال القوة العسكرية.
وكان مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ذكر أن الصدامات التي اندلعت استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة عندما حاول عشرات المتظاهرين، وبينهم مسلحون، طرد عناصر "درع ليبيا" من مقرهم في بنغازي.
وأضاف أن المتظاهرين طوقوا المقر ودعوا قوات الأمن النظامية إلى اقتحامه.
وتضم كتيبة "درع ليبيا" ثوارا سابقين قاتلوا نظام معمر القذافي في 2011، وتتبع رسميا لوزارة الدفاع.
وتلجأ السلطات الليبية التي تجد صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، باستمرار إلى هؤلاء الثوار السابقين لتأمين حدودها أو الفصل في نزاعات قبلية.
وقال المتحدث باسم كتيبة درع ليبيا عادل الترهوني إن خسائر هذه الكتيبة خلال هذه المواجهة كانت قتيلا و7 جرحى.
ودافع الترهوني عن "شرعية" هذه الكتيبة مؤكدا أنها مرتبطة رسميا بوزارة الدفاع.
وقال إنه شاهد في البداية تظاهرة سلمية استمرت بضع ساعات أمام مقر الكتيبة وهي ثكنة سابقة لقوات القذافي.
وتابع في حديث لتلفزيون "ليبيا الأحرار" أن "مسلحين اندسوا في التظاهرة وأطلقوا النار على مكاتبنا وألقوا قنابل".
من جهته قال علي الشيخي المتحدث باسم قيادة الأركان أن "درع ليبيا" هي "قوة احتياط للجيش الليبي" ومهاجمتها تعني "الاعتداء على قوة شرعية".
ووصف العقيد الشيخي الهجوم على كتيبة "درع ليبيا" بأنه "خطير جدا" داعيا كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وأكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، ليلة الأحد، أن عناصر "درع ليبيا" غادروا المقر، موضحا أن الجيش تسلم المقر حاليا ويتولى أمر الأسلحة الثقيلة الموجودة فيه.
وأعلن زيدان، الذي كان يتحدث للتلفزيون الليبي، أن تحقيقا في الحادث سيفتح، داعيا كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وفي أكتوبر تمرد سكان في بنغازي على أفراد ميليشيات وطردوا بعضهم من قواعدهم في المدينة.
وتواجه السلطات الليبية الجديدة صعوبات في نزع أسلحة مجموعات الثوار وحلها وتسعى في الوقت نفسه إلى إعطاء صفة شرعية لأخرى رغم المعارضة الواسعة لليبيين.
وشهدت بنغازي التي كانت مهد الثورة الليبية في 2011، عدة عمليات تفجير وهجمات على قوات الأمن والبعثات الدبلوماسية الغربية في الاشهر الأخيرة، ما يكشف عجز السلطات عن إحلال الأمن فعليا في البلاد.