عبّر مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" إثر الاشتباكات التي وقعت الخميس بين قوات سورية وأخرى من المعارضة المسلحة بالقرب من خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل على حدود الجولان.
ويجتمع المجلس الجمعة لبحث تداعيات هذه الاشتباكات، وبشكل أساسي إعلان النمسا سحب عناصرها من القوات الدولية لحفظ السلام في هذه المنطقة، بعد الإعلان عن إصابة عنصرين من القوة الدولية جراء القصف في المنطقة.
وكان مقاتلون من المعارضة المناهضون لبشار الأسد سيطروا لفترة قصيرة على المعبر الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان، ما دفع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى الانسحاب قبل أن تستعيد القوات النظامية السيطرة على المعبر، وفقا لما أكد مصدر أمني إسرائيلي.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "الجيش السوري استعاد السيطرة على المعبر، ويسمع دوي انفجارات من وقت لآخر لكن أقل بكثير من الصباح".
وكانت إسرائيل قد تقدمت بشكوى للأمم المتحدة بعد تحريك سوريا بعص دباباتها إلى المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح لطرد قوات المعارضة.
وأكد رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، إيرفيه لادسو، الخميس، وقوع "حوادث" عند معبر القنيطرة على خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل"، الذي أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلية وقوعه بأيدي مسلحي المعارضة في وقت سابق.
ويقع معبر القنيطرة في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان. وكانت إسرائيل سيطرت على قسم كبير من هضبة الجولان في 1967 وضمته في 1981 وهو ما لم تعترف به الأسرة الدولية.
ولمنطقة القنيطرة ومعبرها أهمية استراتيجية، لقربها من العاصمة السورية دمشق.
بيان المعارضة
وقال بيان صادر عن الجيش الحر في القنيطرة إن اشتباكات عنيفة دارت بعد سيطرة عناصر الجيش الحر على معبر القنيطرة الحدودي.
وأوضح أن القوات النظامية قصفت بلدات جباتا الخشب ومدينة القنيطره المهدمه وبريقه وبير عجم والحمدية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هذه المرة هي الأولى التي يسيطر فيها مقاتلو المعارضة على معبر عند الخط الفاصل بين إسرائيل وسوريا في الجولان، ولكن لم يتضح ما إذا كان مقاتلو المعارضة سيستطيعون الاحتفاظ بالموقع.
وأضاف أن هناك انفجارات شديدة واشتباكات عنيفة في المنطقة.
وأكدت مصادر في قوات الأمن الإسرائيلية حصول تبادل لإطلاق النار حول المعبر، لكنها أضافت أنه من غير الممكن التحديد ما إذا تمت السيطرة عليه.
وقال أحد هذه المصادر إن عددا غير محدد من الجنود السوريين نقلوا إلى مستشفى في مدينة صفد شمالي إسرائيل لتلقي العلاج.
تقدم القوات السورية
وفي تطور آخر، تقدمت القوات السورية ومقاتلو حزب الله اللبناني نحو قريتين قرب بلدة القصير الخميس، بعد يوم من إجبارهم مقاتلي المعارضة على الخروج من البلدة الحدودية التي شهدت قتالا لأكثر من أسبوعين.
وقال نشطاء ومصور في المنطقة إن مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإطاحة حكم الرئيس السوري بشار الأسد خاضوا معارك شرسة حول قريتي الضبعة والبويضة، بينما هاجم خصومهم مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وفي دمشق، قال المجلس العسكري للمعارضة إن مقاتليه خاضوا اشتباكات عنيفة على طريق مطار دمشق الدولي.
وأضاف أن الجيش الحر تمكن من قتل 45 جنديا نظاميا وتدمير دبابة، بينما لم يتسن التأكد من أنباء الاشتباكات في دمشق وعدد القتلى من مصدر مستقل.
قتيلان في لبنان
وقال مصدر أمني إن رجلين قتلا في اشتباكات قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش اللبناني الخميس، بينما يحتمل أن يكون امتدادا للمعارك التي جرت في القصير.
ومثل سقوط القصير بعد حملة استمرت أكثر من أسبوعين قام بها مقاتلو حزب الله وقوات الأسد تدعمهم الطائرات الحربية انتصارا كبيرا للرئيس السوري في الصراع الذي قتل خلاله أكثر من 80 ألف شخص منذ مارس 2011.
فرنسا تزود أميركا بأدلة على "الكيماوي" بسوريا
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أن فرنسا نقلت للولايات المتحدة معلومات بحوزتها حول استخدام غاز السارين في الصراع السوري.
وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب لاليو خلال لقاء مع صحفيين إن وزير الخارجية لوران فابيوس اتصل الاثنين الماضي بنظيره الأميركي جون كيري وقال له "إن كل المعلومات التي نملكها ستنقل إلى واشنطن".
وأضاف أن هذه المعلومات نقلت بالفعل من قبل الأجهزة المختصة وبالطرق الدبلوماسية.
وكان كيري طلب من فابيوس أن يشاطره المعلومات حول استخدام غاز السارين في سوريا.
وكانت أميركا وفرنسا وبريطانيا هددت بإجراءات سريعة في سوريا في حال تبين استخدام أسلحة كيماوية في الصراع الدائر في البلاد، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 ألف سوري.