انتخب المجلس الوطني السوري المعارض الناشط الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا له خلفا لبرهان غليون، خلال اجتماع عقد في التاسع من يونيو في مدينة إسطنبول التركية.
ويحمل سيدا شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وهو كردي من مواليد 1956 في مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وذات الأغلبية الكردية، وقد اختار السويد منفى اختياريا له بعد معارضته نظام البعث في سوريا.
يعرف سيدا بتوجهاته الليبرالية المعارضة، وقد لقي دعما من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا استجابة لنداءات الشارع السوري المعارض ممثلا بلجان التنسيق التي رفضت التجديد لغليون بسبب "ضعف أداء المجلس الوطني" منذ تأسيسه في أكتوبر 2011.
لا ينتمي سيدا إلى أي حزب سياسي، ويعرف بـ"الكردي المعتدل"، ويتوقع المراقبون أن يكون انتخابه دفعة للمجلس الوطني لأنه مستقل وغير محسوب على أي من الأحزاب المعارضة.
كما قالت مصادر المعارضة إن انتخاب سيدا قد يساعد في اجتذاب تأييد مزيد من الأكراد للاحتجاجات المستمرة منذ 15 شهرا.
ويبلغ عدد الأكراد مليون نسمة في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.
ووصفته مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني بسمة قضماني بالمعتدل "والوفي جدا لسورية وللقضية الكردية".
وأضافت أن انتخابه يشكل نداء للأكراد والأقليات بالانخراط أكثر في الثورة السورية.
وكان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في أكتوبر الماضي وأعيد انتخابه مرتين، واجه انتقادات حادة بعدما سمح للإخوان المسلمين بشغل مكان أكبر من اللازم في المجلس.
كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.
واعترف غليون بنفسه بأن المجلس الذي يعاني من "انقسامات" بين الإسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن "بمستوى تضحيات الشعب السوري".
وستكون مهمة الرئيس الجديد إصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون أنهم لا يتمتعون بتمثيل كاف، والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الأرض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الأسرة الدولية أيضا.
وفي نهاية مارس اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني "ممثلا رسميا" للشعب السوري. وفي الاجتماع الأخير "لأصدقاء الشعب السوري" في أبريل الماضي تم الاعتراف بالمجلس "ممثلا شرعيا لكل السوريين".