أعلنت روسيا والصين الأربعاء معارضتهما لأي تدخل عسكري في سوريا، وذلك في رد فعل على الدعوات الغربية للتدخل في سوريا بعد مجزرة الحولة.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده لن تسمح لمجلس الأمن بالتفويض لتدخل عسكري في سوريا، مضيفا أنه من السابق لأوانه القيام بأي تحرك جديد في الأمم المتحدة ضد سوريا.
من جانبها أعلنت الصين مجددا معارضتها أي شكل من أشكال التدخل العسكري في سوريا.
ولم يوضح المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين من جانبه ما إذا كانت الصين ستطرد دبلوماسيين سوريين بعد أن طردت حكومات غربية عديدة دبلوماسيين سوريين كبارا احتجاجا على مقتل مدنيين في سوريا، قائلا: "لم أسمع بأي تأثير على السفارة السورية في الصين."
وأعلنت أستراليا الأربعاء أنها مستعدة لإجراء مشاورات في احتمالات تدخل عسكري في سوريا ضد نظام بشار الأسد، الأمر الذي طرحته فرنسا الثلاثاء، لكنها حذرت من عوائق عدة.
وقال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار إن بلاده "ستبحث" الاقتراح الفرنسي بتدخل عسكري، حسب رويترز.
وأضاف كار "لكننا نحتاج إلى إجماع داخل مجلس الأمن ليحصل ذلك، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار انتقادات الصينيين والروس، وهذا حقهم، لكيفية حصول هذا التدخل في ليبيا".
وكانت أستراليا أول بلد غربي يعلن طرد دبلوماسيين سوريين في غضون 72 ساعة ردا على مجزرة الحولة التي خلفت 108 قتلى على الأقل. وعلى الأثر، اتخذ الأوروبيون والأميركيون والكنديون قرارات مماثلة.
ورأى كار أن تسليح المعارضين السوريين ينطوي على صعوبات فعلية ونظام بشار الأسد "سيعتبر ذلك ضوء أخضر لارتكاب مجازر جديدة بحق معارضين سياسيين، أكثر شراسة من سابقاتها".
وأشار أيضا إلى الصعوبات اللوجستية لتسليح المعارضين وإقامة منطقة حظر جوي في بلد يملك أنظمة دفاع جوية "مهمة" وجيشا "أقوى بكثير" من الجيش الليبي.
وذكر بأن الولايات المتحدة رفضت تدخلا عسكريا بريا في ليبيا، مضيفا: "لا أستبعد مشاورات في هذا الموضوع".
ومن جهة أخرى طلبت اليابان من السفير السوري في طوكيو مغادرة البلاد، وذلك في إطار قرار عدة دول غربية طرد دبلوماسيين سوريين بعد وقوع مجزرة الحولة.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء أن "التدخل المسلح في سوريا ليس مستبعدا" بعد "مجزرة" الحولة، شرط أن يتم "بعد مناقشته في مجلس الأمن".
ودعا المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان الثلاثاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى "التحرك الآن" واتخاذ "خطوات جريئة" لوقف العنف في بلاده، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الثلاثاء إلى 98 قتيلا بينهم 61 مدنيا.
ومن جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه سيسعى لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بتأييد عقوبات من مجلس الأمن الدولي على سوريا، وأن التدخل العسكري قد يكون ممكنا إذا أيده قرار للأمم المتحدة.
وانضمت فرنسا للولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا في طرد رؤساء البعثات الدبلوماسية السورية، في تحرك منسق ردا على مجزرة بلدة الحولة.
والأزمة في سوريا واحدة من الاختبارات الدبلوماسية الأولى لهولاند، بعد أداء سلفه نيكولا ساركوزي اللافت للنظر في أزمتي ليبيا وساحل العاج العام الماضي، ومن المقرر أن يجتمع هولاند مع بوتن في باريس يوم الجمعة القادم.
وقال هولاند لقناة فرانس 2 "ليس من المقبول السماح لنظام بشار الأسد بذبح شعبه."
وأضاف "التدخل العسكري غير مستبعد، بشرط أن يتم برعاية القانون الدولي وتحديدا من خلال قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."
وقال هولاند إن موسكو وبكين هما العقبة الرئيسية أمام الموافقة على تشديد العقوبات على حكومة الأسد.
وتابع "بدءا بنفسي يتعين علي وعلى آخرين إقناع روسيا والصين لإيجاد حل لن يكون بالضرورة عسكريا"، وأضاف "يتعين علينا العثور على حل آخر."
وطالبت فرنسا أثناء حكم ساركوزي مرارا بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وحثت على إصدار قرار استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، قد يتضمن التفويض باستخدام القوة العسكرية إذا لم تلتزم دمشق بخطة السلام المشتركة التي تطرحها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.