أفاد مراسلنا بأن عشائر الأنبار توافدت إلى ساحة الاعتصام في الرمادي لمواصلة المظاهرات المناهضة لسياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التي تطالبه بالاستقالة من منصبه.
وكان مجلس العشائر في محافظة الأنبار غرب البلاد، قد دان الهجوم الذي استهدف الجنود العراقيين، وقال إنه "لن يتم التستر على القتلة". والأنبار هي أكبر محافظات العراق مساحة، ومنها انطلقت شرارة الاحتجاجات في المحافظات ذات الغالبية السنية في العراق ضد سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أكثر من أربعة شهور.
واعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة مسلحين متهمين بقتل 5 جنود عراقيين في مدينة الرمادي السبت الماضي.
من جانبه، ذكر المستشار الإعلامي لمحافظة الأنبار محمد فتحي: "لم نستلم الجناة حتى الآن"، وأضاف: "هؤلاء الثلاثة ينتمون إلى تنظيم القاعدة وهم مطلوبون".
وقال عبد الرزاق الشمري، وهو أحد قادة الاعتصام في الأنبار: "نحن لا نعمل للحكومة، ولسنا جيشا أو شرطة من الحكومة حتى تكلفنا بإلقاء القبض عليهم، هم خارج الساحة ونحن ساعدنا بتسليم أسمائهم".
من جانبه، هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان، السبت، المسلحين في الأنبار بالعودة إلى أيام معارك العام 2006 إذا لم يسلم المسؤولون عن قتل عناصر الجيش خلال 24 ساعة، في إشارة إلى حملات قوات الصحوة السنية ضد تنظيم القاعدة والجماعات المتمردة الأخرى في المحافظة قبل سبع سنوات.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأحد، باعتقال قتلة الجنود العراقيين الذي قضوا في محافظة الأنبار، وأن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي، أمام ما اعتبرها "ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر".
ودعا المتظاهرين إلى "طرد المسلحين الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية، وتسليم قاتلي الجنود فورا"، وتوعد من يأويهم بـ"عواقب وخيمة".
تشييع الجنود
في غضون ذلك، شيعت وزارة الدفاع العراقية بمراسم رسمية جثامين الجنود الخمسة الذي قتلوا على أيدي مسلحين قرب ميدان الاعتصام المناوئ للمالكي في مدينة الرمادي، بحضور المالكي ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وقادة عسكريين كبار وأسر الضحايا.
وقتل الجنود الخمسة لدى مرورهم قرب مكان الاعتصام على أيدي مسلحين مجهولين، وعرضت قناة "العراقية" الحكومية صورا لجثثهم أظهرت علامات تعذيب عليها.
وتشهد البلاد منذ نهاية العام الماضي اعتصامات وتظاهرات مناهضة للمالكي، تطالبه بالاستقالة من منصبه.
وفي خضم الأزمة الأخيرة، التي تشكل حلقة في سلسلة الأزمات المتواصلة منذ الانسحاب الأميركي نهاية 2011، دخل الأكراد على خط الأزمة المتصاعدة، إذ انتشرت السبت قوات كردية قرب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
ورأى الجيش العراقي في الخطوة الكردية خرقا لاتفاقية عسكرية مشتركة، ومحاولة لبلوغ آبار النفط في المحافظة، معلنا أنه ينتظر أومر القيادة حتى يقرر كيفية التعامل مع هذا التطور.