ضاقت السبل ببريطانيا للحصول على الأموال اللازمة للإنفاق الحكومي، فقررت إصدار "سندات سوبر" تستحق بعد 100 عام أو أكثر.
وتعوّل المملكة المتحدة على أسعار معدلات الفائدة المنخفضة في السوق، الأمر الذي يوفر مجالا لأصحاب الثروات لاستثمار أموالهم في سندات آمنة تضمن مستقبلا ماليا واعدا لأحفاد أحفادهم.
ويرى وزير الخزانة البريطاني جورج أوسبورن أن التصنيف الائتماني المرتفع لبلاده يغري المستثمرين، مضيفا أن الأموال التي ستجمع من إصدار السندات ستستخدم في تسديد الديون الحكومية.
وبما أن هذه السندات ستكون طويلة الأجل، إلا أن كلفة سدادها سيتحملها الأطفال البريطانيون الذين لم يبصروا النور بعد، ويمكن أن تستمر عملية السداد طيلة مراحل حياتهم حتى مماتهم، ومن المحتمل أن يورّثوا هذه التركة إلى أحفادهم.
وتسعى بريطانيا من خلال هذه الإصدار إلى تأمين الاستقرار المالي لميزانيتها وتجنب الاضطرابات التي تواجه الدول الأخرى.
وكانت بريطانيا قد اتخذت خطوة مماثلة في عام 1932 لدفع تكاليف الحرب العالمية الأولى، حيث أصدرت ما يسمى "سندات حرب" بعائد 3.8 بالمائة.
ولجأت بريطانيا في السابق إلى هذا النوع من السندات للمرة الأولى في أعقاب أزمة فقاعة بحر الجنوب عام 1720، حيث أصدرت الحكومة سندات لمدة 100 عام، بهدف الاقتراض أطول فترة ممكنة وبفائدة متدنية، وبالتالي تأجيل سداد الديون الناجمة عن إفلاس شركة بحر الجنوب.
وتشير وزارة الخزانة إلى أن دافعي الضرائب خلال العقود القادمة سيحظون بنصيب أقل من نظرائهم الحاليين في تحمل كلفة الديون.
وانخفضت تكاليف الاقتراض في المملكة المتحدة إلى 2 بالمائة سنويا، وحافظت البلاد على تصنيف ائتماني مرتفع من فئة AAA مما يساعدها في السيطرة على جبل ديونها.
ولم تحدد بريطانيا بعد العائد على السندات المزمع إصدارها، لكن السندات الحالية التي تستحق بعد 10 سنوات يبلغ العائد عليها 2.17 بالمائة سنويا، أما السندات في 2060 فعائدها يصل إلى 3.22 بالمائة.