لم يكن هناك داع لقتل شقيقين فلسطينيين رميا بالرصاص عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية بعد اقترابهما من القوات الإسرائيلية - ومعهما سكاكين، حسبما قالت إسرائيل - وكان من الممكن التغلب عليهما دون استخدام للقوة القاتلة، حسبما قال والديهما وشهود عيان وبرلماني إسرائيلي يوم الخميس.
وأثارت عملية قتل مرام طه البالغة من العمر 24 عاما وشقيقها إبراهيم (16 عاما) تساؤلات جديدة بشأن استخدام إسرائيل للقوة القاتلة ضد الفلسطينيين حاملي السكاكين في الأشهر الأخيرة، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم".
وكانت إسرائيل قد قالت إن قوات الأمن عند حاجز قلنديا فتحت النار على الشقيقين مرام وإبراهيم طه أمس الأربعاء بعدما تجاهلا دعوات بالتوقف وأن مرام طه ألقت سكينا باتجاه رجل شرطة.
ولم توضح الشرطة لماذا تم استخدام القوة المميتة بعدما ألقت الشقيقة بالسكين ولماذا تم اطلاق النار حتى الموت على شقيقها، فيما تم العثور على سكينين مع المراهق ولكن عثر عليهما فقط بعد مقتله، حسبما قالت مصادر أمنية.
وقال ثلاث شهود عيان أجريت معهم مقابلات منفصلة إن الشقيقين كانا على بعد حوالي 20 أو 25 مترا من القوات الإسرائيلية عندما تم إطلاق النار عليهما.
وتحدث الشهود، ومن بينهم بائع قهوة متجول وبائع فاكهة، شريطة التكتم على هوياتهم خوفا من العواقب من قبل السلطات الإسرائيلية، وفقا لما ذكرت "اسوشيتد برس".
وقالت المتحدثة باسم الشرطة، لوبا السمري، اليوم الخميس إن لقطات من الحادث التقطتها الكاميرات الأمنية، التي من المفترض أن توضح التساؤلات، لن يفرج عنها حتى اكتمال التحقيق.
ولم تذكر متى سيتم الانتهاء من مثل هذا التحقيق. ونادرا ما أفرجت الشرطة، في الأشهر الأخيرة، عن لقطات لعمليات الطعن.
وطالب دوف حنين، عضو الكنيست الإسرائيلي، بالإفراج عن اللقطات التي لدى الأمن ونقل عن شهود عيان قولهم إن الشقيقين طه لم يشكلا أي تهديد.
وفي قرية قطنة بالضفة الغربية، كان صالح وفاطمة طه في حالة حزن على مرام وإبراهيم، وهما اثنان من الأبناء السبعة للزوجين، فيما تركت مرام خلفها ابنتين صغيرتين.
وقال صالح طه، 61 سنة، إنه حتى إذا كان الغرض الذي ألقته ابنته على الأرض سكينا، فلم يكن ينبغي على القوات قتلها، وأضاف "ولماذا قتلوا شقيقها؟ هل ألقى أي شيء عليهم؟ لم يفعل ذلك."
وقال الوالدان إن مرام وإبراهيم قالا لهما صباح الأربعاء إنهما سيتوجهان لمستشفى في الضفة الغربية للخضوع لفحوص، ولم تعرف العائلة شيئا عنهما إلا من الجيران لاحقا ذلك اليوم، عندما أخبروهم أنهما قتلا.
وقال صالح طه إن القوات الإسرائيلية استدعته للاستجواب لاحقا الأربعاء، ولم تسلم إلى الأسرة جثتي ابنيه حتى الآن.