أثارت قضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة ضجة كبيرة، بالنظر إلى تداعياتها على كل من لبنان وسوريا.
وكان آخر التطورات ذات العلاقة، ادعاء القضاء اللبناني السبت على رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، إلى جانب سماحة نفسه، بتهمة القيام بـ"أعمال إرهابية" بواسطة عبوات ناسفة والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية، بحسب ما ذكر مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.
وجاء في الادعاء أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي سامي صادر، ادعى على سماحة ومملوك وعقيد في الجيش السوري، يدعى عدنان، بجرم "القيام بأعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد أن جهزت من مملوك وعدنان"، مشيراً إلى أن الثلاثة قاموا بـ"التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية".
من هو اللواء علي مملوك؟
علي مملوك، البالغ من العمر 66 عاماً، هو المستشار الأمني الخاص للرئيس السوري بشار الأسد، ويحظى الأخير بثقته.
وتم تعيينه مؤخراً خلفاً لهشام اختيار مدير مكتب الأمن القومي السوري السابق، بعيد التفجير في مقر الأمن القومي في 18 يوليو الماضي.
وكان انفجار قوي هزّ مقر الأمن القومي السوري وأودى بحياة ثلاثة من أركان الأمن القومي السوري، وهم إلى جانب اختيار، وزير الدفاع داود راجحة ونائبه وزوج شقيقة بشار، آصف شوكت ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني.
قبل هذا المنصب، تولى مملوك، منصب مدير أمن الدولة أو الاستخبارات العامة وذلك منذ العام 2005.
وكان اللواء مملوك من مؤسسي جهاز المخابرات الجوية، كما كان المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الجوية.
مملوك والقاعدة وأميركا
في وقت سابق، كشف موقع ويكيليكس أن علي مملوك ظهر فجأة، وبناء على طلب من بشار الأسد، في اجتماع كان يعقده دبلوماسيون سوريون في فبراير 2010، في دمشق مع مسؤولين أميركيين لبحث الوضع على الحدود العراقية السورية.
وجاء في برقية للقائم بالأعمال الأميركي بدمشق آنذاك، تشارلز هنتر، أن المملوك ظهر في الاجتماع الذي كان يعقده وفد أميركي برئاسة منسق مكافحة الإرهاب في الإدارة الأميركية دانيال بنجامين وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، وأن الأخير فسر ذلك بأن الأسد طلب من اللواء مملوك المشاركة في الاجتماع.
وأشارت البرقية إلى أن مملوك تحدث عن العلاقة بين التقدم في الموضوعات السياسية الخاصة بالعلاقات السورية الأميركية والتعاون المحتمل في مجالي الأمن والاستخبارات، قائلاً إن الحدود العراقية السورية قد تكون نقطة لهذا التعاون.
وفي البرقية ايضا أن مملوك والمقداد والسفير السوري بواشنطن عماد مصطفى كانوا يصغون بانتباه خلال الشرح الذي قدمه بنجامين عن تنظيم القاعدة والمقاتلين الأجانب والتهديدات المشتركة الأخرى.
عقوبات على مملوك
بعيد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس الأسد في الخامس عشر من مارس 2011، فرضت الحكومة الأميركية عقوبات على اللواء مملوك وحمّلته مسؤولية التجاوزات في مجال حقوق الإنسان، ومن بينها استخدام العنف ضد المدنيين.
وفي وقت لاحق، وتحديداً في مايو، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على اللواء مملوك، المولود في 19 فبراير 1946، بسبب دوره في قمع التظاهرات المناهضة للنظام السوري.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مملوك بقمع المتظاهرين، فقد أشارت تقارير نشرت في العام 2000، إلى تورطه في أمور مماثلة.
ففي 20 يوليو 2002، نشر "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا"، الذي كان يضم حركة المعارضة السورية، قائمة تتضمن 76 اسماً من أسماء ضباط المخابرات السورية المتورطين بارتكاب جرائم أو الإيعاز بها، سواء في سوريا أو لبنان.
وطالب المجلس آنذاك بمحاكمة هؤلاء الضباط، الذين ورد اسم مملوك بينهم، أمام القضاء الدولي.