الطريق إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا، في مدينة كوكس بازار البنغالية محفوف بمختلف ألوان الصعاب، فغالبية الطرق هنا ضيقة وغير مرصوفة، فضلا عن الزحام الشديد الذي يحيط بك من كل جانب، ونقاط المتابعات الأمنية المنتشرة على الطريق لمنع تسلل أي من اللاجئين إلى داخل البلاد.

قادنا صحفي بنغالي ومترجم يجيد اللغة الروهينغية إلى موقع المخيم الرئيسي الذي يكتظ بآلاف اللاجئين، فوجدنا مئات اللاجئين يصطفون في طوابير طويلة تحت الأمطار الغزيرة، انتظارا لتوزيع مساعدات إنسانية بسيطة تقدمها منظمات تابعة للأمم المتحدة.

اللاجئون كانت ملابسهم الرثة وملامحهم الحزينة كفيلة بكشف الجانب الأكبر من معاناتهم.

"شمس النهار" الحزينة

شمس النهار سيدة ثلاثينية، غير أنها تبدو أكبر من عمرها بكثير، فكثرة المحن منحت جسدها النحيل ووجهها دقيق الملامح عمرا ضعف عمرها الحقيقي.

وروت لنا جانبا من مأساتها: "كنت أعيش حياة طبيعية مع ابني وبنتي في بلادي ميانمار، لكن فجأة بدأت الأحداث وهاجمتنا قوات الجيش وغرباء من خارج القرية فاضطررنا للهرب بعيدا، وخرجنا في جماعات حتى وصلنا إلى الحدود البنغالية".

وتابعت: "أنا الآن مريضة وكذلك ابني وبنتي فكلاهما يعانيان مرض جحوظ العينين ويحتاجان للعلاج، أنا أطلب المساعدة لعلاجهما وأتمنى أن يصل صوتي لمن يستطيع مساعدتنا".

قصة شمس النهار "المأساوية" متكررة في مخيمات اللجوء المكتظة بالنساء والأطفال من مختلف الأعمار.

الروهنيغا.. آلام اللجوء القاسية

خيمة العجوز عبد الشكور

شيخ عبد الشكور رجل جاوز السبعين يجلس أمامنا في وضع القرفصاء هو لا يريد شيئا، لكنه يبحث عن مستقبل أفضل لأحفاده، ويقول ولدت في ميانمار وأبنائي وأحفادي أيضا ولدوا هناك، ولا أعرف لي وطنا غيره فلماذا نجبر على الرحيل منه.

وتكمل زوجة ابنه وهي تضع حلة صغيرة فوق موقد حطب حفرت له في الأرض، قائلة: " نحصل هنا على مساعدات، لكننا نريد العودة لديارنا، فقد جئت إلى هنا بيدين خاليتين وتركت الأثاث والملابس في منزلي في أراكان تركنا خيمة الشيخ عبد الشكور، وخرجنا إلى فضاء المخيم المكتظ فإذا بطوابير الراغبين في الحصول على المساعدات قد امتدت أكثر رغم المطر الغزير الذي استمر لنحو 6 ساعات دون انقطاع".

يوميات اللجوء الروهينغي
1+
1 / 5
مئات اللاجئين ينتظرون توزيع المساعدات
2 / 5
يعيش الرهينغا أوضاعا مأساوية
3 / 5
قادنا صحفي بنغالي ومترجم إلى موقع اللاجئين
4 / 5
شيخ عبد الصبور يحلم بحياة طبيعية لأحفاده
5 / 5
ملابسهم الرثة وملاحمهم الحزينة كفيلة بكشف معاناتهم