تحظى قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة هامبورغ الألمانية بأهمية استثنائية بالنظر إلى توقيت انعقادها وهوية المشاركين للمرة الأولى، لكن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي والروسي على هامش القمة يفرض نفسه باعتباره حدثا ينتظره العالم، ويترقب ما قد يسفر عنه من نتائج.

فبعد المديح الذي أغدق به دونالد ترامب على نظيره الروسي فلاديمير بوتن خلال الحملة الانتخابية، والأيام الأولى من ولايته وعبارات الإعجاب المتبادل بين الطرفين، شهدت العلاقات الثنائية تراجعا ملحوظا في مستوى الثقة كما وصفه بوتن.

تراجع كان يهدد بمرحلة من الخصومة والقطيعة، لعل أبرز أسبابه تعود إلى رد الولايات المتحدة على هجوم الحكومة السورية على بلدة خان شيخون في إدلب السورية بقصف قاعدة الشعيرات العسكرية، وهي خطوة استنكرتها موسكو بأشد العبارات.

وبعد هذا المد والجزر الذي شهدته العلاقات بين البلدين، يلتقي ترامب ببوتن للمرة الأولى.

وكان مسؤول في الرئاسة الروسية قال إن الاجتماع المرتقب بين الرئيس بوتن وترامب، سيجري في السابع من يوليو على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا.

اجتماع لم يحدد له جدول أعمال واضح، لكنه سيتطرق لمواضيع شائكة عدة، قد تؤثر في صياغة شكل التحالفات في العالم، لعل أبرزها مكافحة الإرهاب والحرب في سوريا، وإقامة مناطق حظر طيران هناك.

وإلى جانب الملف السوري، سيتطرق الاجتماع للصراع في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم.

وقد يطغى أيضا موضوع كوريا الشمالية على اللقاء، إثر إطلاق الأخيرة صاروخا عابرا للقارات، وسط رفض روسي وصيني لأي خيار عسكري ضدها.

وحتى اللحظة يلف الغموض شكل اللقاء ومدته وجدول أعماله الفعلي، غير أنه سيكون موضع مراقبة عن كثب في واشنطن حيث الدعوات إلى المزيد من الحزم تجاه موسكو.

وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، إتش.أر. ماكماستر، قال الأسبوع الماضي إنه لم يتحدد بعد جدول أعمال الاجتماع الذي سيكون أول لقاء بين الزعيمين.

لكن الأمر لا يتعلق بواشنطن أو موسكو فقط، فهي قمة ينتظرها العالم كله فهي جوهرية بالنسبة للاستقرار والأمن الدوليين.