بينما تعج عدة مدن برازيلية باحتجاجات ضد خطة التقشف الحكومية على مدار الأسابيع الماضية، خلت المدارس من المعلمين والمديرين، وباتت "تحت سيطرة" طلابية بحتة.

وحسب "أسوشيتد برس"، طفت هذه الظاهرة على سطح الاحتقان الاقتصادي والسياسي في البرازيل مطلع أكتوبر الماضي، ثم سرعان ما انتشرت في 19 ولاية، حتى تحولت المدارس من مصدرة للاحتجاجات إلى مراكز تجمع دائم للطلاب.

ويشكل الطلاب جزءا مهما من الحراك الاحتجاجي في البرازيل، الذي عادة ما يتطور إلى صدامات مع قوات الشرطة.

وفي مدرسة "كوليجيو بيدرو 2" في ريو دي جانيرو، يقيم نحو 50 طالبا بشكل دائم، فيما يلحق بهم حوالي مائة آخرون كل صباح، ويقضون أوقاتهم في ممارسة اليوغا وحصص الرقص والمسرح.

وينتشر الطلاب في المدرسة بحرية تامة دون رقابة، يتجول بعضهم في الفصول والأفنية، وآخرون يعدون الطعام في المقصف، فيما استغلت فرقة ثالثة الوقت في القراءة.

ويخشى الطلاب المحتجون أن تؤدي سياسات الرئيس الجديد ميشيل تامر التقشفية لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إلى خفض نفقات التعليم.

وفي المقابل، ينفي تامر أن يتأثر التعليم بخططه، منتقدا الطلبة الذين تهدف احتجاجاتهم إلى "إلقاء إطار قديم وسط الطريق لتعطيل المرور" حسب تعبيره.

وقالت جوليا كوتو، وهي طالبة في عمر 16 عاما: "التعليم الحكومي سيئ جدا بما فيه الكفاية، فكيف تنوي الحكومة تقليص الإنفاق عليه؟".

ويقول اتحاد طلاب المدارس الثانوية البرازيلي، إن طلاب نحو ألف مدرسة على مستوى البرازيل، يشاركون في الاحتجاجات على سياسات تامر، بالسيطرة على المدارس.

وتسعى الحكومة عبر البرلمان، إلى تمرير مشروع قانون يدعو للتقشف، ومن بين التدابير التي يجري بحثها زيادة الاقتطاعات في معاشات الموظفين المتقاعدين، ورفع أسعار النقل والخدمات مقابل خفض الدعم للمحتاجين.