عين المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوسف المنقوش رئيسا جديدا لأركان الجيش الوطني بالتزامن مع مواجهات مسلحة بين مجموعات متنافسة من الثوار أدت أمس الثلاثاء إلى مقتل أربعة وجرح خمسة آخرين.

وشغل المنقوش منصب وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، قبل أن تتم ترقيته من عقيد ركن إلى رتبة لواء ليشغل منصب رئيس أركان الجيش الوطني خلفا للواء عبد الفتاح يونس الذي قتل في يوليو على يد ميليشيا مسلحة تابعة للثوار.

ويأتي اختيار المنقوش لهذا المنصب بعد جدال واسع حول الشخص الذي سيكون قائدا للجيش الوطني، حيث عينت مجموعة من ثوار الشرق اللواء خليفة حفتر قائدا لأركان الجيش لوضع المجلس الوطني الانتقالي أمام الامر الواقع، إلا ان هذا الاختيار لم يعتمد.

واشتعلت أمس الثلاثاء مواجهات في وسط طرابلس قرب مبنى المخابرات السابق ونقل صحفيون من وكالة فرانس برس سماع أصوات عيارات نارية وسقوط أربعة قتلى وخمسة جرحى في المكان.

وقال القائد العسكري المحلي في طرابلس مسعود الكدار أن المواجهات اندلعت عندما أوقفت مجموعته التي تسيطر على العاصمة أحد ثوار مصراتة لأنه كان " في حالة سكر وشتم الثوار".

وقال صحافيون من فرانس برس إن ثوارا سابقين بعضهم مسلح بقذائف مضادة للدروع تدفقوا على المكان الذي أغلق محيطه ومنعت حركة السير فيه. وامتنع ناطق باسم وزارة الداخلية عن الإدلاء بأي تعليق لوكالة فرانس برس.

وأبدت الولايات المتحدة قلقها حول استمرار المواجهات والمظاهر المسلحة وجددت دعوتها للمجلس الوطني الليبي الانتقالي إلى دمج كافة الميليشيات في إطار جيش نظامي موحد تسيطر عليه السلطات الليبية.

وأكدت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند أن الإدارة الأمريكية تدعم المجلس الوطني الليبي الانتقالي لدمج الميليشيات ونزع السلاح المنتشر في البلاد مؤكدة أن بلادها لا تملك حاليا أي مستشارا عسكريا في ليبيا.

وقال عضو المجلس العسكري في مصراتة  محمد الغريسا لوكالة أسوشييتد برس :"إنه يخشي وقوع حرب أهلية. وأضاف أن اجتماع عُقد أمس بين قائد الثوار السابقين والمجلس العسكري في طرابلس." وأضاف : "إنني لست متفائلاً لأن الدم قد سُفك. أشعر وكأن الأمر يشبه الحرب الأهلية."

ولم تقم السلطات الليبية، متمثلة بالمجلس الوطني الليبي الانتقالي الذي يقود البلاد برئاسة المستشار مصطفى عبد الجليل بعد سقوط نظام معمر القذافي، إلى الآن بحل الميليشيات المسلحة لمجموعات الثوار السابقة التي لا تزال تسيطر على البلاد وتقوم بعضها بمهام حفظ الأمن.