تتصاعد التوترات في منطقة بيشهر من محافظة قونيا بوسط تركيا، بعد أن لقي رجلان أحدهما تركي والآخر سوري حتفهما مؤخرا في مشاجرة في الشارع، في وقت يطالب فيه السكان المحليون، ومن بينهم أسرة القتيل التركي، السوريين الذين يعيشون في المنطقة بالرحيل.

ويأتي ذلك على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزم السلطات تسهيل منح الجنسية التركية لللاجئين السوريين المقيمين في البلاد.

وأشارت صحيفة "حريت" التركية، الأربعاء، إلى أن هناك حالة من التوتر والقلق في الشارع التركي اندلعت عقب التصريحات الأخيرة بتجنيس السوريين، مما أدى إلى تصاعد بعض الحملات التي تطالب بطردهم، فيما اتهم البعض الحزب الحاكم بالسعي إلى الحصول على أصوات اللاجئين السوريين المنتظر تجنيسهم في الانتخابات.

وذكرت الصحيفة أن شخصين قتلا وأصيب 3 آخرون في شجار بين سوريين وأتراك بسبب ركل كلب ضال في بيشهر مساء 9 يوليو، وبحسب ما ورد بدأ الشجار بعد أن رأى المواطن التركي محمد بيرقدار (18 عاما) 4 سوريين يركلون كلبا ضالا، وحذرهم من القيام بذلك.

وعبر عدد من سكان بيشهر، بما في ذلك والدي بيرقدار، عن غضبهم منذ وقوع الحادث المميت، معربين عن عدم ترحيبهم بالسوريين في بلدتهم.

تركيا.. سياسات متقلبة تجاه السوريين

وقد اتخذت الشرطة إجراءات أمنية واسعة منذ وقوع الحادث، وقامت بنشر مركبات مكافحة الشغب المزودة بخراطيم المياه، وأرسلت نحو 400 ضابط شرطة إلى البلدة كإجراء احترازي، فيما طالبت عائلة بيرقدار باتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع عمليات مماثلة بعد مقتل ابنهم.

وقالت جد القتيل: "ألمنا كبير.. لقد فقدنا ابننا من أجل لا شيء. نحن في بيشهر فعلنا كل ما هو مطلوب لتلبية احتياجات السوريين.. لكن ما فعلوه واضح للعيان ونحن الآن نريد اتخاذ تدابير ضد السوريين ومنها مغادرة المنطقة، لأننا عانينا ولا داع أن يعاني الآخرون أيضا".

يذكر أن نحو 900 سوري كانوا يعيشون في البلدة قد غادروها بالفعل بعد أن تم رشق منازلهم بالحجارة عقب المشاجرة الدامية.

قونيا ترفض تجنيس السوريين