كشفت تقارير إعلامية أن المشتبه به الأول والعقل المدبر لهجمات باريس، عبد الحميد أباعود متورط مع عدد من المسلحين الأجانب في تنظيم داعش، وغالبيتهم من البلجيكيين والفرنسيين الذين كانوا في ريف حلب بسوريا، في قتل قرابة 100 شخص، معظمهم من السجناء لدى التنظيم.

ووفقا لما ذكره الصحفي البلجيكي غي فان فليردن، في وثائق أرسلها إلى سكاي نيوز عربية، فإن أباعود كان يعيش في منطقة حريتان بريف حلب فيما يعرف بمنطقة المزارع، وأنه كان يقيم في منزل فخم يعرف باسم "المزرعة".

وأظهرت المعلومات التي أرسلها فليردن لسكاي نيوز عربية أن أباعود تورط مع مسلحين أجانب في داعش بقتل أكثر من 90 سجينا، عثر على جثثهم وهم مقيدو الأيدي، وتم اكتشاف المقابر الجماعية للضحايا بعد انسحاب داعش من حريتان باتجاه أعزاز.

وبينت شهادة شخص فرنسي الجنسية كان برفقة البلجيكيين ويطلق عليه اسم "أبو شهيد"، أن مجموعة أباعود كانت تعيش في منزل "المزرعة"، وأن أحد عناصرها قام بتنفيذ عملية انتحارية قبل أن ينسحبوا من أعزاز.

وبعد يوم واحد من وصولهم إلى أعزاز وثق غي فان فليردن 4 عمليات قطع رأس لأشخاص اتهموا بـ"الولاء إلى القوات الكردية" التي تعمل ضد تنظيم داعش، ونشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.

التطرف القادم من بلجيكا

وظهرت صور لرؤوس القتلى معلقة بالقرب من لافتة تحمل اسم المدينة، ونشرت تسجيلات مصورة تؤكد وجود البلجيكيين، ومنهم أباعود مع المجموعة.

بالإضافة إلى ذلك ، كانت هناك إشارات عدة تثبت أن أباعود كان، على الأقل، موجودا مع مسلحين اثنين يلقبان بـ"أبو هدي" و"أبو تيمية"، والثاني من مولنبيك في بروكسل، وقد نشرا تعليقات ساخرة عن عملية قطع الرؤوس تلك متبجحين بالمشاركة فيها.

أما يونس أباعود، شقيق عبدالحميد، الذي اصطحبه معه إلى سوريا في يناير 2014، والذي انتشرت صوره على مواقع التواصل فعمره 13 عاما، لقب بأصغر "المجاهدين الأوروبيين"، على الرغم من أن والده قال في مقابلة لصحيفة "لو كابيتال" في 26 مارس 2014، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من عبد الحميد أكد له فيه إن شقيقه لا يشارك في القتال رغم انتشار صور له وهو يحمل السلاح.

يشار إلى أن الوالد عمر أباعود هو صاحب محل تجاري ويعيش في بلجيكا منذ 45 عاما، ووصف ابنه الصغير بأنه لم يبد أي علامات تطرف أو تشدد في الدين، وعبر حينها عن خوفه من احتمال أن ينضم الشقيق الآخر إلى عبد الحميد وأنه قد لا يرى أولاده مجددا.

ولعبد الحميد أباعود لقبان، الأول هو "أبو عمر السوسي"، في إشارة إلى أصول والده من مدينة سوس في المغرب، وظهر هذا اللقب على صفحة الفيسبوك الخاصة به والمسجلة منذ شهر يوليو 2013، مع عبارة "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، وتحت صورته في سوريا كتب اسم آخر هو "أبو عمر البلجيكي"، مضيفا إليه "في الخنادق" والصورة مؤرخة في الثامن من فبراير عام 2014.

كذلك نشر على صفحته في فيسبوك مقطع فيديو بعنوان "رسالة من أبو عمر البلجيكي من أرض المعركة".

وجاء في الرسالة: "إن أعداءنا يتقدمون بالدبابات والسلاح الثقيل والكثير من الرجال بينما نحن حوالى 50 مقاتلا، ينقصنا العتاد وغالبيتنا يتسلح ببندقية كلاشينكوف فقط، إنما نملك أقوى سلاح يمكن لإنسان أن يملكه في مواجهة أعداء الله".

وقد تناقلت وسائل الاعلام هذا التسجيل، لكن الجديد هو رسالة  شقيقته  ياسمين التي ردت على رسالته هذه وقالت: "إذا كنت تشعر أن سلاحك لن ينفع في مواجهة أعدائك الذين يفوقونكم عددا وتسليحا فلماذا لا تغادر المكان"، فرد عليها قائلا "إن الذين قرأوا القرآن وفهموه يعلمون أن التفوق العسكري لا يجلب النصر وأن انتصارات المسلمين أعطيت من الله وكانوا أقلية".

تعاون أمني بلجيكي فرنسي

وقد وثق التواصل بين عبد الحميد وياسمين أباعود، الصحفي البلجيكي غي فان فليردن في "هيت لاتستي نيوز".

أما الشقيق الأصغر يونس فيستخدم في صفحة على فيسبوك اسم "أبو منصور"، على الرغم من أن تاريخ الميلاد المذكور في الصفحة يشير إلى العام 1990 ولا يمكن أن يكون صحيحا، غير أن التفاعل على الصفحة والرد على رسائل المديح التي تلقاها يشير إلى احتمال كبير في كونه يونس أباعود.

و"أبو منصور" هذا ناشط على فيسبوك منذ 26 يناير 2014، وهو التوقيت الذي يرجح أن يكون الشقيقان وصلا فيه إلى سوريا.

وتبين إحدى الصور يونس برفقة مقاتل بلجيكي آخر يلقب بـ"أبو حديفة أحمد" من أتباع ما يعرف بمجموعة الشريعة في بلجيكا، المولود في ضاحية فيلفوورده البلجيكية.

وسافر "أبو حذيفة" إلى سوريا وانضم إلى مجموعة من البلجيكيين الذين سكنوا في حريتان، حيث تورطوا في ارتكاب مجازر قبل أن ينسحبوا إلى أعزاز ومنها إلى الرقة.