كشف تقرير موثق بصور التقطتها أقمار اصطناعية، الجرائم التي ارتكبتها جماعة بوكو حرام المتشددة في مدينة باما النيجيرية، حيث اختطفت أكثر من ألفي فتاة وامرأة بعد أن فرضت سيطرتها على المدينة في سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن الجماعة قامت بحرق آلاف المنازل بينما كان أشخاص بداخلها، ودمرت أكثر من ثلثي المدينة.

وركز التقرير الذي أعدته منظمة "أمنيستي" على الفظائع التي ارتكبتها بوكو حرام، التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة، في باما، ثاني أكبر مدن ولاية بورنو الواقعة شمال نيجيريا.

وجاء هذا التقرير، المكون من 90 صفحة تحت عنوان "وظيفتنا هي إطلاق النار والذبح والقتل"، تزامنا مع الذكرى الأولى لقيام بوكو حرام باختطاف 267 طالبة من مدرسة في قرية شيبوك، التي لم تفلح جميع المساعي الدولية في العثور عليهن وإنقاذهن.

وبعد أن سيطرت الجماعة على باما، التي بلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، قامت بإجبار الأطفال على تنفيذ عمليات رجم، ونفذت أيضا عمليات جلد واغتصاب في أماكن عامة، واختطفت مئات النساء والفتيات وقامت ببيعهن لأغراض الزواج أو العبودية.

وفي مارس الماضي، نجحت القوات النيجيرية في استعادة السيطرة على باما، بعد معارك مع عناصر بوكو حرام، مما أجبرهم على الفرار.

وقبل أن يفر عناصر بوكو حرام من المدينة، قاموا بحرق نحو 5900 مبنى، بما في ذلك المدارس والمتاجر والسجون والمستشفى الرئيسي في المدينة.

وأوضح شهود عيان أن بوكو حرام "أحرقت هذه المباني بينما كان المدنيون داخلها، كما أحرقوا السجن بينما كان المساجين داخل زنزاناتهم".

واعتمد التقرير على شهادة 200 شخص نجوا من هجمات بوكو حرام، بينهم 28 امرأة وفتاة نجحن في الهروب.

وتحدثت عائشة، البالغة من العمر 19، التي اختطفتها بوكو حرام عندما كانت في حفل زفاف، إلى جانب شقيقتها والعروس وشقيقة العروس.

وأوضحت عائشة أن الجماعة نقلتهن إلى مخيم حيث قامت بإجبارهن على "اتباع تعاليم متشددة"، ثم أجبرت العروس وشقيقتها على الزواج من مسلحين، بينما تم تدريب عائشة على إطلاق النار والقتال واستخدام القنابل، ثم تم إرسالها لشن هجمات في مدينتها.

وأضافت: "من لم يقبل بتحويل ديانته أو اتباع تعاليمهم المتشددة، أو حتى رفض القتال معهم قاموا بقتله، لقد قتلوا العشرات وألقوا بجثثهم في حفرة واحدة".

ودعت منظمة "أمنيستي" الحكومة النيجيرية إلى "اتباع كل الأساليب الممكنة" لحماية مواطنيها من شر هذه الجماعة.