قال مدير المخابرات المركزية الأميركية جون برينان الخميس إن بعض ضباط الوكالة استخدموا أساليب "كريهة" مع معتقلين احتجزوا عقب هجمات سبتمبر وأنه "لا سبيل لمعرفة" ما إن كانت ما تسمى "أساليب التحقيق المشددة" أدت إلى الحصول على معلومات مفيدة.

ورفض برينان ما خلص إليه التقرير من أن الوكالة، التي تواجه انتقاداً عقب تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي يفصل استخدام المخابرات الأميركية للتعذيب ضد المعتقلين بعد الهجمات، خدعت البيت الأبيض والكونغرس والجمهور بشأن برنامجها للاستجواب.

وقال في مؤتمر صحفي في مقر الوكالة في فرجينيا "أوضحت أن مراجعاتنا بينت أن برنامج الاحتجاز والتحقيق أسفر عن معلومات مفيدة ساعدت الولايات المتحدة في إحباط خطط هجومية والقبض على إرهابيين وإنقاذ أرواح".

وأضاف: "لكن دعوني أكون واضحاً.. لم نخلص إلى أن استخدام أساليب التحقيق المشددة ضمن ذلك البرنامج سمح لنا بالحصول على معلومات مفيدة من معتقلين خضعوا لها.. علاقة السبب والنتيجة بين استخدام أساليب التحقيق المشددة والمعلومات المفيدة التي قدمها المعتقلون بالتالي.. لا سبيل لمعرفتها.. من وجهة نظري".

ونشرت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الثلاثاء التقرير عن تحقيق دام 5 سنوات وكشف أن المخابرات المركزية ضللت البيت الأبيض والجمهور بشأن برنامجها للاستجواب وأنها تصرفت بقسوة وبصورة متكررة أكثر مما اعترفت به.

وقال برينان إنه "في عدد محدود من الحالات استخدم ضباط الوكالة أساليب استجواب غير مصرح بها.. كانت كريهة.. وبحق يجب أن يتبرأ منها الجميع. ولم نكن على المستوى حين تعلق الأمر بمحاسبة بعض الضباط عن أخطائهم".

لكن مدير المخابرات المركزية الأميركية قال إن "الأغلبية الساحقة من الضباط المشاركين في البرنامج في المخابرات المركزية نفذوا مسؤولياتهم بإخلاص وحسب الإرشاد القانوني والسياسي الذي زودوا به".

وخلصت لجنة مجلس الشيوخ في تقريرها إلى أن الوكالة فشلت في إحباط أي مؤامرة رغم تعذيب محتجزين من القاعدة وغيرها من الجماعات في منشآت سرية في أنحاء العالم بين عامي 2002 و2006 حين كان جورج بوش الابن رئيساً.

العثور على بن لادن

وقال برينان إن المخابرات المركزية تعتقد أن المعلومات التي أمكن الحصول عليها من المعتقلين الذين تعرضوا لأساليب التحقيق المشددة ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في غارة أميركية في باكستان في 2011، لكنه سلم بأنه ليس واضحاً ما إن كان من الممكن الحصول على المعلومات من دون استخدام مثل تلك الأساليب.

وقال برينان إنه يعتقد أن هناك "أساليب فعالة وغير قسرية متاحة لانتزاع" معلومات مفيدة من المحتجزين وهي "أساليب ليس لها تأثير معاكس على أمننا القومي وعلى موقفنا الدولي"، مضيفاً أنه يدعم قرار الرئيس باراك أوباما عام 2009 بمنع استخدام تلك الاساليب القاسية.

وأضاف برينان أن من "المؤسف" أن لجنة مجلس الشيوخ لم تسأل ضباط المخابرات المركزية المشاركين في برنامج الاستجوابات وأن اللجنة فشلت في التوصل لتوافق غير حزبي على التقرير.

وأصدر الديمقراطيون في اللجنة التقرير من دون الدعم من الأقلية الجمهورية في اللجنة.