تستمر الشركات الصينية في تنفيذ مشروعاتها وخططها الاقتصادية في دول القرن الإفريقي، لتثبيت أقدامها في منطقة جغرافية استراتيجية، ما جعلها تبرم العديد من الاتفاقيات تضمن بها تواجدها.

وتعمل الصين منذ فترة على توسيع نفوذها في عديد من مناطق ذات أهمية استراتيجية مثل القرن الإفريقي. ففي جيبوتي، مولت الصين عددا من المشاريع العامة، ومنذ اليوم الأول لتدشين منتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2000 ، قدمت بكين 16.6 مليون دولار لتمويل المشروعات التنموية في جيبوتي.

ووفقا لموقع (AidData) المعني بالتنمية الاقتصادية المتبادلة بين الصين والقارة الإفريقية، فقد قدمت بكين مساعدات غذائية بقيمة 1.75 مليون دولار خلال الجفاف الذي ضرب جيبوتي عام 2005، فيما أغدقت على بناء مقر جديد لوزير الخارجية الجيبوتي يتكلف 2.41 مليون دولار.

والأمر ذاته حدث مع الصومال، ففي الفترة من عام 2000 إلى عام 2011، تم إطلاق حوالي سبعة مشاريع تنموية صينية في الصومال.

وفي المقابل وقعت شركة بترول مملوكة للدولة الصينية في يوليو 2007 اتفاقا مع الحكومة الصومالية للتنقيب عن النفط في إقليم مدق والذي يتمتع بحكم ذاتي.

أما إريتريا فقد اقترضت 3 ملايين دولار في عام 1994 لشراء الآلات الزراعية الصينية. وفي عام 2001، ألغت الصين ديونا لإريتريا عن طريق دعمها بمنحة تحمل قيمة نفس الديون.

مولت الصين عددا من المشاريع التنموية، بما في ذلك مستشفى بـ 200 سرير في العاصمة الإرتيرية، أسمرة. وفي أبريل عام 2006، منحت الصين إريتريا قرضا بقيمة 23 مليون دولار لتحسين البنية التحتية للاتصالات.

في يناير 2007، وقعت الصين وإريتريا صفقات اقتصادية، شملت إزالة التعريفات الجمركية على المنتجات الإرتيرية المصدرة إلى الصين ، وإلغاء جزئي لديون إريتريا وامتدادا المساعدة التقنية الصينية إلى إريتريا، وبخاصة في القطاع الصحي.

إثيوبيا ومشاريع البنية التحتية

تزود الصين إثيوبيا بكميات كبيرة من المساعدات الخارجية، المرتبطة في الأغلب بمشاريع البنية التحتية التي تقوم بها الشركات الصينية، وتتزايد الاستثمارات الصينية في الاقتصاد الاثيوبي مع استيراد السلع الاستهلاكية الرخيصة من الصين وتزايد صادرات إثيوبيا للصين أيضا.

وتعول الصين على إثيوبيا أهمية كبرى، إذ تعتبرها في المقام الأول كمصدر رئيسي لتصدير منتجاتها ، بما في ذلك النفط والغذاء، ولأن الصادرات الصينية تتوسع مع استمرار النمو الاقتصادي السريع لإثيوبيا.

المساعدات المباشرة

وشملت المساعدات الصينية إلى إثيوبيا إرسال فرق طبية ومعلمين وكذلك منح دراسية للطلاب الإثيوبيين للدراسة في الصين.

وفي يونيو 2009، ساعد السفير الصيني في وضع حجر الأساس لمستشفى تيرونيش ديبابا بكين، على مساحة 6 آلاف متر مربع وبسعة 100 سرير.

واتخذت المستشفى اسم تيرونيش ديبابا، وهو عداء إثيوبي فاز بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد بكين 2008.

قروض البنى التحتية

قدمت الصين أيضا قروض ميسرة كبيرة إلى إثيوبيا، على الرغم من أن هذه القروض غالبا ما تكون مرتبطة بمشاريع بناء تقوم بها الشركات المملوكة للدولة الصينية أو التي تسيطر عليها مثل مشروع الطريق الدائري أديس أبابا الذي افتتح في 2003.

في عام 2002، بدأت شركة سينو هيدرو الصينية العمل على مشروع يقدر بـ 365 مليون دولار أميركي لتوليد الطاقة الكهرومائية من سد بطول 607  قدم على نهر تكيزي.

وبحلول عام 2009، كانت الاستثمارات الصينية المباشرة في إثيوبيا بلغت 900 مليون دولار أميركي.

كما نمت الصادرات من إثيوبيا إلى الصين، بحوالي 130 مليون دولار أميركي في عام 2006.