في ذكرى هجمات 11 سبتمبر، يبدو مفهوم حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، مختلفا نظريا عما كان عليه عام 2001، فيما يتعلق بالحلفاء، ورقعة المعركة، ومدة حسمها.

فبعد مرور 13 عاما على الاعتداءات الشهيرة التي تعرض لها مركز التجارة العالمي، ومقر بنتاغون، تستمر حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، وتزيد مدة حسمها إلى أجل غير مسمى.

ففي مثل هذا اليوم من عام 2001، كانت الولايات المتحدة على موعد مع ضربة موجعة، قلبت تلك الضربة موازين سياستها، داخليا وخارجيا.

أياد خفية، ضربت أبرز رموز القوة والعظمة الاقتصادية والعسكرية الأميركية، في عقر دارها، ولكن ساكن البيت الأبيض آنذاك، جورش بوش، نسبها فورا إلى تنظيم القاعدة، وزعيمها أسامة بن لادن.

وأعلنت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، حربا على الإرهاب، قالت واشنطن، إن على الجميع خوضها، حماية للجميع.

ولخص الموقف بوش الابن قائلا إن من ليس معنا فهو ضدنا، مقسما العالم إلى محورين، أحدهما للشر.

وخاضت واشنطن المعركة بتحالف قوامه 50 دولة، حيث غزت حينها أفغانستان بريا، فأسقطت حكم طالبان، ثم طاردت مسلحي القاعدة في المنطقة. وتابعت حربها بغزو العراق واحتلاله.

وهذه المرة، تقول الاستراتيجية الأميركية، إنها في حاجة إلى جهد طويل الأمد، لهزيمة ما يسمى بتنظيم الدولة الذي راح ينتشر سريعا في دول عربية، وليس شهرا واحدا فقط، كتلك المدة التي حددتها للانتصار على القاعدة في أفغانستان، سابقا.

ويعتبر الحشد للتحالف ضد  الحرب على الإرهاب في نسخته الجديدة، هدفا رئيسا لدى الإدارة الأميركية، وربما أيضا تفرض الحرب على تنظيم الدولة  إعادة توجيه الدبلوماسية الأميركية مع دول عدة، وربما عقد تحالفات جديدة، مع أعداء الأمس.