بات عراب ما بسمى بالنزعة "العثمانية الجديدة"، وزير الخارجية التركي المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو، على بعد أيام قليلة من تولي رئاسة الحكومة وزعامة حزب العدالة والتنمية الحاكم.

فبعد إعلان الرئيس المنتخب، رجب طيب أردوغان، الخميس، ترشيح داود أوغلو لخلافته ينتظر حبر الدبلوماسية التركية تاريخ 28 أغسطس لتولي رئاسة الحكومة رسميا.

ويعتبر داود أوغلو مقربا من أردوغان، إذ منذ ترأس الأخير رئاسة الوزراء في عام 2003، عينه مستشارا دبلوماسيا له قبل أن يتولى وزارة الخارجية منذ عام 2009.

وانتقل داود أوغلو المتخصص بالعلاقات الدولية من التنظير في الجامعة إلى ممارسة دبلوماسية تركية جديدة، أطلق عليها اسم النزعة "العثمانية الجديدة". وتقوم هذه النزعة على عودة تركيا إلى دائرة التأثير الأولى في مناطق نفوذ السلطنة العثمانية، وخصوصا في بلاد الشرق الأوسط.

لكن هذه السياسة، التي وضعت تحت شعار "صفر مشاكل مع الجيران"، تراجعت مع ما يعرف بـ"الربيع العربي" في 2011، حيث تدهورت علاقات أنقرة مع سوريا ومصر وحتى إسرائيل.

ولا يتوقع من مهندس هذه الدبلوماسية، ذات النجاحات المتفاوتة التي باتت عرضة للانتقادات أكثر فأكثر، أي انتقاد لسياسة الرئيس المنتخب أردوغان.

وعبر داود أوغلو، الذي ولد عام 1959، عن نظرته بشأن مكانة تركيا في الساحة الدولية في كتاب حمل اسم "العمق الاستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية".

وبعد توليه حقيبة الخارجية سعى داود أوغلو لتنفيذ رؤيته من خلال العمل على تحسين العلاقات التركية-العربية، قبل أن تتدهور علاقات أنقرة مع بعض العواصم العربية.

ومن المرجح أن يحاول داود أوغلو، بعد تولي رئاسة الحكومة، إعادة صياغة علاقة بلاده مع الدول العربية، إلا أن محاولة أردوغان لتعديل الدستور قد تعيق هذه المساعي.

فأردوغان يسعى، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية تجرى بالاقتراع الشعبي العام، إلى تحويل النظام من برلماني إلى رئاسي، وبالتالي تقليص صلاحيات رئيس الحكومة لصالح توسيع صلاحيات الرئيس.

وتبدي أقطاب المعارضة تخوفها من التحول في السياسة التركية "الجديدة" ويرون أنها دخلت عهد رؤساء الوزراء الدمى ودخول عصر دولة أوحد وهي دولة أردوغان.