اتفق زعماء أوروبيون والولايات المتحدة، الجمعة، على تنسيق الجهود الرامية إلى ردع التدخل الروسي في أوكرانيا في حين تعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بفرض عقوبات جديدة على موسكو، وذلك في وقت اتهمت وزارة الدفاع الأميركية سلاح الجو الروسي بانتهاك المجال الجوي الأوكراني.

وبعد ساعات على اتهام كييف لموسكو بالسعي إلى "حرب عالمية ثالثة" عبر دعمها للانفصاليين في شرق البلاد، قال البنتاغون إن طائرات روسية دخلت المجال الجوي الأوكراني عدة مرات خلال الـ24 ساعة الماضية.

ووسط استمرار تأزم الأوضاع ميدانيا في شرق أوكرانيا حيث احتجز مسلحون موالون لموسكو 13 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفقا لوزيرة الدفاع الألمانية، هددت الدول الغربية بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

الغرب يلوح بفرض مزيد من العقوبات

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب تحركاتها في أوكرانيا، مؤكدة في بيان صادر عن البيت الأبيض على أن زعماء أوروبيين اتفقوا على التنسيق للخطوات حتى تدفع روسيا "ثمنا".

وفي هذا السياق، توقعت مصادر أن تطال العقوبات الأميركية والأوروبية التي سيعلن عنها الاثنين "أصدقاء" للرئيس الروسي، وأشخاص لم يكشف النقاب عنهم من قبل يعتقد أنهم على صلة بالاضطرابات في أوكرانيا.

بدورها، تعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع في بيان مشترك بـ"التحرك بشكل عاجل لتكثيف العقوبات المحددة الأهداف والتدابير الرامية لزيادة تكاليف التصرفات الروسية"، وذلك لتأمين الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل في أوكرانيا.

وتصاعدت الأزمة حين استولى انفصاليون مسلحون موالون لروسيا في مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا، على حافلة تقل وسطاء دوليين. وقال زعيم للانفصاليين إنه من المعتقد أن هناك "جواسيس" لكييف بين الوسطاء.

وكانت أوكرانيا أرسلت قوات لمحاولة إخراج الانفصاليين من سلافيانسك، الخميس، فقتلت خمسة مسلحين على الأقل، مشيرة إلى أن العملية العسكرية جاءت ردا على خطف وتعذيب سياسي عثر عليه ميتا يوم السبت الماضي.

استمرار العملية العسكرية

كما قال مسؤول في الفريق الرئاسي إن القوات الخاصة بدأت مرحلة ثانية من عمليتها الجمعة، حين فرضت حصارا كاملا على سلافيانسك المعقل العسكري للانفصاليين الذين تتهمهم كييف بأنهم يتلقون الأوامر والدعم من موسكو.

وردا على العملية العسكرية الأوكرانية، صعدت موسكو من تهديداتها بالتدخل في أوكرانيا للدفاع عن مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية، حيث أطلقت مناورات عسكرية وجوية، لاسيما على طول الحدود مع أوكرانيا.

وعمدت واشنطن بدورها إلى الإعلان عن نشر 600 جندي في بولندا ودول البلطيق. ووصلت وحدة تضم 150 عنصرا من الفرقة الـ173 المحمولة جوا في الجيش الأميركي إلى لاتفيا. وكانت وحدة من 130 رجلاً وصلت الأربعاء إلى بولندا.

ميركل تحذر بوتن

وإزاء تصاعد حدة التوتر، أعربت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن "قلقها الشديد" حيال الوضع في أوكرانيا، وذلك في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت.

كما أعلنت ميركل عن اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "في أسرع وقت ممكن" من أجل بحث فرض عقوبات جديدة على موسكو، في حين اجمعت بريطانيا وفرنسا على توسيع نطاق العقوبات الحالية على موسكو نظرا لرفضها دعم اتفاق جنيف.

لافروف: ملتزمون باتفاق جنيف

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السلطات في كييف بشن "حرب ضد شعبها"، وقال إن موسكو ملتزمة باتفاق جنيف، الذي وقعت عليه الأسبوع الماضي، لكنه اتهم واشنطن بتشويهه من خلال "مطالب أحادية الجانب".

جدير بالذكر أن التهديدات بفرض عقوبات جديدة على روسيا ترافقت مع تخفيض وكالة ستاندارد اند بورز التصنيف الائتماني لهذا البلد درجة إلى "ب ب ب"، وابقت على توقعاتها السلبية مشيرة إلى مخاطر تفاقم حركة هروب الرساميل على خلفية الأزمة الأوكرانية.