أكد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عقد اجتماع بين روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بجنيف في الـ 17 من أبريل الجاري.

وقال مكتب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: "الاتحاد الأوروبي مشارك بشكل كامل في الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا والتوصل إلى حل سياسي".

يذكر أن آشتون ستشارك أيضا في المحادثات، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أن بلاده لا تعتزم ضم مناطق جديدة من أوكرانيا مشيرا أنها تتعارض مع المصالح المحورية الروسية. هذا ودعا أمين حلف الناتو إلى سحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية بينما طالب رئيس الوزراء الأوكراني بمنح الأقاليم سلطات أكبر.

وقال لافروف "ليست لدينا مثل هذه الرغبة.. وهي تتعارض مع المصالح المحورية لروسيا.. نحن نرغب في أوكرانيا متكاملة ضمن حدودها الحالية، ولكن مع احترام حقوق الأقاليم"، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام روسية.

عقوبات أميركية

هذا وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض عقوبات بحق ستة مسؤولين في القرم ومسؤول أوكراني سابق ومجموعة غاز يشتبه بأنهم يهددون "السلام والاستقرار في أوكرانيا".

وقال مساعد وزير الخزانة الاميركي ديفيد كوهين إن "القرم أرض محتلة. سنواصل فرض عقوبات على من يستمرون في انتهاك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

ومن بين المسؤولين في القرم المتهمين بأنهم "انفصاليون"، رستم تميرغالييف نائب رئيس الوزراء الذي سهل تنظيم الاستفتاء في شبه الجزيرة وكذلك رئيس بلدية سيباستوبول اليكسي تشالي، بحسب بيان لوزارة الخزانة.

وشملت العقوبات الاميركية ايضا شركة تشيرنومور نيفتيغاز التي مقرها في القرم وباتت تحت سيطرة موسكو.

وبموجب هذه العقوبات، يتم تجميد أي اموال محتملة في الولايات المتحدة تعود الى هؤلاء المسؤولين والشركات مع منع الشركات الأميركية وتلك التي تمارس نشاطا في الولايات المتحدة من ممارسة نشاط تجاري معهم.

دعوة لسحب القوات الروسية

وعلى الصعيد ذاته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" روسيا إلى سحب قواتها من الحدود الأوكرانية وبدء حوار يقوم على احترام سيادة أوكرانيا.

وقال أندرس فوغ راسموسن إن محاولات روسيا لرسم خطوط تقسيم جديدة في أوروبا بالقوة، وتقويض سيادة أوكرانيا، وخلق مناخ جديد من النفوذ على بلدان أخرى، يخالف الأعراف الدولية.

ودعا راسموسن إلى حل سياسي للأزمة، قائلا إن الحلف لم يناقش أي تحرك عسكري بشأن أوكرانيا. ودعا أيضا إلى وقف التدهور في ميزانيات الدفاع.

السويد تحذر من أفعال روسيا

وفي وقت سابق الجمعة، حذرت السويد من أن أفعال روسيا ستمثل سابقة إذا لم تتم مواجهتها. ودعا وزير خارجيتها كارل بيلد إلى اتخاذ موقف متشدد إزاء موسكو في أعقاب التحركات الروسية للسيطرة على القرم والاستعداد لمزيد من التوغل العسكري المحتمل في أوكرانيا.

وقال في منتدى أمني في العاصمة الأوكرانية كييف إن ضم روسيا شبه جزيرة القرم يمثل انتهاكاً للمبدأ الأكثر رسوخاً في النظام العالمي، مضيفاً "إذا تم قبولها في مكان واحد فمن المرجح أن تحدث في مكان آخر. المكان الآخر قد يكون كازاخستان لكنه قد يكون أيضاً في شرق آسيا".

مطالبة بمنح سلطات أكبر للأقاليم

وفي شرق أوكرانيا، أبلغ رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك قادة شرقي البلاد المضطرب بالتزامه بمنح الأقاليم سلطات أكبر، لكنه لم يوضح مدى اختلاف أفكاره عن مطالب المحتجين الذين يحتلون حالياً مبان حكومية.

وكات ياتسنيوك التقى في دونيتسك مسؤولين لم يكن بينهم ممثلون عن المحتجين، وطلبوا منه السماح بإجراء استفتاءات على الحكم الذاتي لمناطقهم وليس الانفصال.

ويحتل محتجون في مدينتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد المبان الحكومية مطالبين بإجراء استفتاءات على الحكم الذاتي لمناطقهم التي يمكن أن تسبق السعي إلى الانضمام إلى روسيا.

بوتن: ملتزمون بإمدادات الغاز لأوروبا

وعلى صعيد العقوبات الاقتصادية المتبادلة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجمعة إن روسيا تلتزم بالوفاء بالتزامات امدادات الغاز إلى أوروبا، وذلك بعدما كان هدد اوكرانيا بقطع الغاز عنها في حال لم تدفع الفواتير المتراكمة عليها.

وكانت المفوضية الأوروبية حثت أوكرانيا وروسيا الجمعة على احترام التزاماتهما بتوريد الغاز بعد يوم من تحذير بوتن من أن امدادات الغاز قد تتعطل.

وكان بوتن قد قال في خطاب الخميس لزعماء 18 دولة أوروبية إن روسيا "قد تقطع إمدادات الغاز الطبيعي لأوكرانيا إذا لم تدفع فواتيرها"، مضيفاً أن ذلك قد يؤدي إلى خفض الإمدادات لأوروبا.