هاجم زورق روسي، الاثنين، سفينة الإنزال الأوكرانية كونستيانتين أولشانسكي الراسية في بحيرة دونوزلاف، غرب شبه جزيرة القرم، في أحدث تصعيد بين الجانبين منض ضم القرم إلى روسيا رسميا قبل أيام.

ولدى اقتراب الزورق الروسي سمعت أعيرة نارية وارتفعت سحابة كبيرة من الدخان أمام السفينة الأوكرانية حسب ما أفاد شهود عيان. وأوضح متحدث أوكراني أن الأمر يتعلق بستار دخاني أطلقه طاقم السفينة.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف، الاثنين، أن كييف قررت سحب قواتها من شبه جزيرة القرم.

وقال تورتشينوف خلال اجتماع مع رؤساء الكتل النيابية إن "لجنة الامن القومي والدفاع توصلت إلى قرار بتوجيه تعليمات إلى وزارة الدفاع للقيام بعملية إعادة انتشار للوحدات العسكرية المتمركزة في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي".

وكان القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أشار إلى أن قرار الانسحاب اتخذ بسبب تهديدات الجيش الروسي لأرواح الجنود الأوكرانيين وعائلاتهم.

وزير الدفاع بالقرم

وفي تطور آخر، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى القرم لتفقد المنشآت والقوات العسكرية، حسب ما أوردت وكالات الأنباء الروسية الاثنين.

وشويغو أول مسؤول روسي رفيع المستوى يتوجه إلى شبه الجزيرة منذ انضمامها إلى روسيا الأسبوع الماضي، وقد استولت القوات الروسية بدون معارك في الأيام الأخيرة على جميع القواعد الأوكرانية تقريبا في القرم.

من جهة أخرى، حذر قائد حلف شمال الأطلسي في أوروبا فيليب بريدلوف من حشود عسكرية روسية "ضخمة" على الحدود الشرقية لأوكرانيا مع مالدوفيا، وقال إنها "على درجة عالية من التأهب"، للتحرك في أي لحظة.

وأعرب بريدلوف عن مخاوفه من احتمال اجتياح القوات الروسية منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية في مولدوفا، قائلا إن "هناك قوة على الحدود الشرقية من أوكرانيا تستعد لدخول ترانسدنيستريا إذا تم إعطاء الأوامر لها".

وترانسدنيستريا، هي شريط ضيق جنوب غربي أوكرانيا، وفيها وجود عسكري روسي، ومعظم سكانها يفضلون الوحدة مع روسيا.

سيطرة على قواعد

وفي تطور آخر، قال ضابط عسكري أوكراني إن قوات روسية سيطرت على قاعدة بحرية أوكرانية في فيودوسيا، الاثنين، وهي إحدى بضع منشآت عسكرية كانت مازالت ترفع العلم الأوكراني في منطقة القرم بعد ضم روسيا لها.

وقال اللفتنانت أناتولي موزجوفوي أن القوات الروسية هاجمت القاعدة بمدرعات خفيفة ومروحيات وسمع إطلاق نار.

وأضاف أنه بعد ساعتين غادرت القاعدة ثلاث شاحنات تنقل الجنود الأوكرانيين موثوقي الأيدي. ولم ترد أي معلومات بشأن ما إذا كانت وحدة مشاة البحرية في القوات الأوكرانية قاومت القوات الروسية في فيودوسيا.

أوروبا ليست ساحة حرب

على صعيد آخر، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه رغم إقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم وفصلها عن أوكرانيا فإنه لا يعتبر أوروبا ساحة حرب بين الشرق والغرب.

وفي مقابلة مع صحيفة دي فولكس كرانت الهولندية نشرت قبيل وصوله إلى أمستردام الإثنين، قال أوباما إن رسالته إلى قادة أوروبا هي أنه لا بد أن يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ثمة تبعات اقتصادية وسياسية بسبب تحركاته في القرم.