في الساعات الأولى من يوم السبت الماضي، اختفت طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، أثناء رحلتها رقم "أم أتش 370" وكان على متنها 239 راكباً بمن فيهم طاقمها.

اختفت الطائرة عن شاشات الرادار فجأة ومن دون سبب معلوم، أو حتى استغاثة من ربانها، وفقاً لما ذكرته السلطات الماليزية والشركة المعنية.

الغريب في الأمر أنه حتى الآن لم تظهر أي دلائل على تحطم السفينة، كأن تطفو على سبيل المثال إحدى قطع الحطام أو جثة أو أي شيء آخر يدل على مكان تحطمها في مياه المحيط.

فرغم الأنباء التي تحدثت عن اكتشاف جسيم عائم كان يعتقد أنه يعود لقارب نجاة من الطائرة، لكن تبين لاحقاً أنه ليس قارب نجاة، وسبق ذلك الحديث عن اكتشاف كتلة نفطية عائمة تبين لاحقاً أن خطي الوقود العائمين لا يعودان للطائرة.

على أي حال، ثمة 4 سيناريوهات رئيسية مطروحة حول سبب اختفاء الطائرة، وكلها ستظل نظريات ما لم تظهر أي معلومة تشير إلى سيناريو بعينه.

السيناريو الأول: العمل "الإرهابي"

هذا السيناريو هو الذي طرح عندما أعلن عن اختفاء الطائرة في البداية، وزاد الاعتقاد بأنه السبب الرئيسي لاختفاء الطائرة بعدما ظهرت معلومات تفيد بأن عدداً من ركابها، تحديداً أربعة ركاب، صعدوا على متنها بموجب جوازات سفر مسروقة.

وفتحت السلطات الماليزية تحقيقاً في هذا الأمر، وأشارت الروايات إلى أن اثنين على الأقل كانا يحملان جوازي سفر مسروقين، الأول يعود لمواطن نمساوي اسمه كريستيان كوزيل والثاني الإيطالي لويجي مارالدي.

وعبر الإنتربول عن قلقه بشأن عدم قيام السلطات المعنية بالتحقق من جوازات السفر ضمن قائمة الإنتربول.

مهما يكن الأمر، لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن اختطاف الطائرة أو تنفيذ عملية إرهابية على الطائرة الماليزية، ويبقى هذا الأمر قائماً ما لم تدحضه أي معلومات أخرى.

السيناريو الثاني: الخلل الفني

هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان سيناريو الطائرة الفرنسية من طراز "إيرباص إيه 330-203" في الرحلة رقم 447 من ريو دي جانيرو إلى باريس، التي اختفت في مياه المحيط الأطلسي في الأول من يونيو 2009.

غير أن الطائرة الفرنسية، وبعيد خروجها من مجال الرادار البرازيلي ودخولها مجال الرادار السنغالي، بدأت تبعث برسائل آلية تفيد بتحذيرات ووجود مشكلة فنية في الطائرة، قبل أن يفقد الاتصال بربانها.

لكن في حالة الطائرة الماليزية، لم تظهر أي رسائل من أي نوع تفيد بوجود مشكلات فنية أو غيرها، كما لم يشكو ربان الطائرة من أي شيء.

إلا إن ما ذكره الجيش الماليزي قد يثير بعض الشكوك عندما أشار إلى أن الطائرة كانت تقوم بعملية التفاف قبل أن تختفي إشارتها عن الرادار.

السيناريو الثالث: التحطم في الأجواء

هذا السيناريو ضعيف نسبياً، لكنه يظل من السيناريوهات المطروحة بشأن لغز الطائرة الماليزية، فقد تكون الطائرة قد تحطمت في لحظة ما أثناء وجودها فوق المياه بين ماليزيا وفيتنام.

لكن في حالة هذا النوع من التحطم، لا بد أن تطفو إلى السطح بعض قطع الحطام أو إحدى الجثث، وهو ما لم يحدث في حالة الطائرة الماليزية، الأمر الذي يجعل السيناريو ضعيف، لكن احتماله وارد مهما كان ضئيلاً.

السيناريو الرابع: الغوص في مياه البحر

ثمة احتمال بأن تكون الطائرة ولأسباب مجهولة سقطت في البحر بطريقة الغوص، أي أن يكون سقوطها من المقدمة وبطريقة الغواص.

وفي هذه الحالة، ربما حافظت الطائرة على بدنها من دون تحطم، رغم سرعة هبوطها الرأسي. لكن هذا السيناريو سيكون شبيهاً بسيناريو الطائرة المصرية في أكتوبر 1999 التي تعمد مساعد ربانها جميل البطوطي، إسقاطها وفقاً لروايات السلطات الأميركية.

لكن السيناريو يظل ضعيفا أيضاً لعدم وجود أي اتصال بين ربان الطائرة ورادارات الدول المحيطة، وكذلك عدم وجود أي رسالة استغاثة من ربانها، إذ أنه كان بإمكانه أن يطلب النجدة أو يستغيث أو يوجه أي رسالة أثناء غوصها وقبل وصولها المياه.

أخيراً، وإلى حين ظهور ما يدل على أي من السيناريوهات أعلاه، قد يكون اختفاء الطائرة الماليزية أيضاً ناجما عن سيناريوهين أو أكثر من تلك السيناريوهات.

فمثلاً، ربما تكون الطائرة تعرضت للاختطاف على أيدي إرهابيين وفجروها في الجو، أو غاصوا بها في البحر.

ولن يتم التأكد من هذا الأمر إلا بإعلان جهة مسؤوليتها عن أحد هذه السيناريوهات أو بالعثور على حطام الطائرة والصندوق الأسود لها.