أخذت الأمور في شبه جزيرة القرم منحى تصاعدياً الخميس بعدما أعلنت الجمهورية التي تتمتع بالحكم الذاتي عزمها تنظيم استفتاء حول البقاء ضمن أوكرانيا، وتصويت برلمانها على قرار بالانضمام إلى روسيا.

وبينما رفضت أوكرانيا هذه التطورات، أعلن نائب رئيس حكومة القرم أن "مرسوم ضم القرم إلى روسيا أصبح سارياً" منذ اعتماده".

وأضاف أن وجود قوات روسية في المنطقة "مشروع".

وقال نائب رئيس الحكومة إن "القوات الأوكرانية الموجودة في القرم ستعتبر قوات احتلال، ويجب أن تستسلم أو تنسحب".

وكان المجلس الأعلى للقرم (البرلمان) قد اتخذ الخميس قراراً مبدئياً الخميس بانضمام شبة جزيرة القرم إلى روسيا، وتم إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا القرار، بحسب ما ذكر المكتب الصحفي للرئيس الروسي، وأوكرانيا تعتبر الاستفتاء المزمع "غير شرعي".

وأعلن النائب الأول لرئيس جمهورية القرم، التي تتمتع بالحكم الذاتي، أن الاستفتاء حول وضع شبه الجزيرة سيجري في السادس عشر من مارس الحالي.

فقد قال رستم تيميرغالييف في حديث لوكالة "إيتار تاس" الروسية إن الاستفتاء حول وضع شبه جزيرة القرم سيجري في 16 مارس.

وكان رئيس وزراء جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف قد أعلن الثلاثاء الماضي أن الاستفتاء حول وضع شبه الجزيرة قد يجري قبل 30 مارس.

وأضاف أكسيونوف أن القرار النهائي حول موعد إجراء الاستفتاء سيتخذ في اجتماع المجلس الأعلى لجمهورية القرم، وأن الاستفتاء سيتضمن سؤالين، الأول يتعلق بانضمام القرم إلى روسيا، والثاني أن تبقى جزءاً من أوكرانيا وفقاً لما ينص عليه دستور الجمهورية لعام 1992.

وعلى الفور سارع رئيس وزراء أوكرانيا إلى وصف استفتاء تقرير المصير المزمع في القرم بأنه "غير شرعي".

إحكام السيطرة على القرم

وفي وقت سابق الخميس، قال الزعيم الجديد لجمهورية القرم الأوكرانية، التي تتمتع بالحكم الذاتي، إن القوات الموالية لروسيا، التي يزيد عددها على 11 ألف عنصر، فرضت سيطرتها على كافة الطرق المؤدية إلى شبه الجزيرة وإنها حاصرت كافة القواعد العسكرية الأوكرانية التي لم تستسلم بعد.

وقال رئيس حكومة القرم الجديدة سيرغي أكسيونوف إن حكومته أجرت اتصالات مع مسؤولين روس بشكل منتظم، بما في ذلك المسؤولين المتواجدين ضمن وفد روسي كبير بشبه الجزيرة.

وأضاف، خلال اجتماع لحكومته، أن شبه الجزيرة الاستراتيجية خاضعة بشكل كامل لسيطرة شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن، التي انضم إليها نحو 11 ألفاً من عناصر قوات "الدفاع عن النفس".

يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه أنباء بأن الشرطة الأوكرانية أعادت بسط سيطرتها على مقر محلي في دونيتسك واعتقال خمسة وسبعين شخصا.

ولاحقاً، حث رئيس وزراء أوكرانيا أرسينيياتسينيوك روسيا اليوم على سحب قواتها من القرم والمشاركة في الوساطة الدولية لحل الأزمة في بلاده.

وقال للصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس البرلمان الأوروبي في بروكسل إن على روسيا ألا تتجاهل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا للتوصل الى سبيل "لوقف تصعيد"الأزمة وحلها من خلال "مجموعة اتصال".

ربط القرم بروسيا

من جهة أخرى، قال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، إن روسيا ستقوم بإنشاء جسر فوق مضيق كيرتش، الفاصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم.

وقالت وكالة أنباء موسكو إن الحكومة الروسية ستبدأ العمل في هذا المشروع، بعد الانتهاء من دراسة الجدوى في أواخر 2014.

ويأتي هذا المشروع لتطوير اتفاق سابق بين روسيا وأوكرانيا في ديسمبر2013 يقضي بإنشاء ممرّ للنقل بين مدينة نوفوروسيسك الروسية ومدينة خِرْسون الأوكرانية.

من اجتماع لافروف مع كيري في باريس حول الأزمة في أوكرانيا

أوروبا تعتزم تحذير روسيا إزاء الأزمة الأوكرانية

وفي بروكسل، حيث بدأ زعماء الاتحاد الأوروبي بالوصول لحضور قمة طارئة للاتحاد لبحث الأزمة الأوكرانية، يتجه الاتحاد الأوروبي الخميس إلى توجيه تحذير إلى روسيا بشأن التوترات في أوكرانيا، بعدما رفضت موسكو المساعي الدبلوماسية الغربية لإقناعها بسحب قواتها من القرم وعودتها إلى قواعدها.

ومن غير المنتظر أن تتبنى القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم أكثر من مجرد إجراءات رمزية ضد روسيا، التي هددت بإجراءات انتقامية في حال اتخاذ أي إجراءات عقابية ضدها.

ونظراً لأن روسيا تعد أكبر مورد للغاز لأوروبا، فإن ألمانيا التي تعد أكبر اقتصاد صناعي في أوروبا، وبريطانيا، المركز المالي لأوروبا، غير مستعدتين للمجازفة.

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لفرض عقوبات على موسكو، مثل فرض الحصول على تأشيرات دخول وتجميد الأصول والأموال على مسؤولين روس وحظر الروابط التجارية في غضون أيام قليلة.

وعلى الرغم من بعض الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق مسؤولين أوكرانيين، وإدانتهم للتحركات الروسية في القرم، إلا أنه من غير المتوقع أن يتخذ خطوات إضافية أملاً في أن تؤدي المفاوضات إلى حدوث انفراجة وحل الأزمة، وكذلك خوفاً من انتقام روسي اقتصادي، ذلك أن روسيا تعد الشريك التجاري الرئيسي لأوروبا.

فقد كانت فرنسا وقعت اتفاقية مع موسكو لبيعها سفناً حربية، وقد تلجأ روسيا إلى إلغاء الاتفاق الذي بلغت قيمته أكثر من مليار دولار، بينما استفادت البنوك البريطانية كثيراً من الاستثمارات الروسية فيها، في حين أن الشركات الألمانية تستثمر ما قيمته 22 مليار دولار في روسيا.

اجتماع كومنولث الدول المستقلة

قالت وكالة الإعلام الروسية اليوم الخميس إن اجتماعاً لكومنولث الدول المستقلة، الذي يجمع الدول السوفياتية السابقة، سيعقد في الرابع من إبريل، لكن اجتماعاً بين دبلوماسيين من روسيا وأوكرانيا قد يعقد قبل ذلك.

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي نبينزي قوله "سيعقد اجتماع معتاد لمجلس وزراء خارجية كومنولث الدول المستقلة في موسكو، وربما ستعقد اجتماعات قبل ذلك تضم الأوكرانيين".