افتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، وقال إن الأزمات العنيفة في سوريا وغزة ومالي تظهر مدى أهمية عمل الأديان المختلفة معا على تشجيع التفاهم بدلا من إذكاء الكراهية.

وأضاف أن الصراع السوري "يأخذ أبعادا طائفية مقلقة" وأن الاضطرابات مستمرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثيرة للقلق.

وأشار في كلمته بمناسبة افتتاح المركز إلى أن معالم دينية قيمة دمرت في مالي، في إشارة إلى هدم جماعة أنصار الدين المتشددة ضريحا يعود إلى قرون عدة مضت، وكان مدرجا ضمن الآثار العالمية.

ومضى يقول إن الزعماء الدينيين بوسعهم "أن يوحدوا الناس استنادا إلى مبادئ ومفاهيم مشتركة بين كل العقائد" لكنهم في بعض الأحيان عملوا على "إذكاء التعصب ودعموا التطرف ونشروا الكراهية"، وفقا لوكالة "رويترز".

وتابع في كلمته التي ألقاها أمام نحو 800 من المسؤولين الدينيين والناشطين في فيينا لبحث كيفية تشجيع التفاهم بين الأديان، "أؤيد تماما رؤيتكم للدين باعتباره عاملا يسهل الاحترام والمصالحة".

ويعتزم المركز العمل أولا في تحسين الكيفية التي يتم بها تناول الديانات في وسائل الإعلام والكتب المدرسية، على أن يشمل ذلك مشاركة علماء دين في حملات بشأن صحة الأطفال في الدول الفقيرة، واستضافة رجال دين للمتابعة في مقر المركز بفيينا.

ويعد مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أحدث خطوة في عملية إصلاح حذرة ينتهجها العاهل السعودي في الداخل، وفي تحسين العلاقات مع الديانات الأخرى في مختلف أنحاء العالم.

ويأتي هذا التحرك في نطاق حملة أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي كان معظم المشاركين فيها سعوديين، وتفجيرات نفذها متطرفون في المملكة. التي استضاف العاهل السعودي بعدها اجتماعات بين ممثلين عن الطائفتين السنية والشيعية في مكة لمناقشة سبل مواجهة التطرف في الإسلام.

ويدير المركز مجلس يضم 3 مسلمين و3 مسيحيين ويهوديا وبوذيا وهندوسيا، وهو يهدف إلى مساعدة الأديان على تقديم مساهمة في حل مشكلات تتمثل في الصراعات والتحيز والأزمات الصحية بدلا من إساءة استغلال الأديان للمساهمة في تفاقمها.