استمرت جهود الوساطة بين حكومة جنوب السودان، ومجموعة رياك مشار، الأحد، بمقر المفاوضات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في وقت تواجد الطرفان بمقر المفاوضات، ولكن من دون اجتماع مباشر بينهما.

وتوقعت مصادر مقربة أن يوقع الطرفان خلال الساعات المقبلة على وقف الأعمال العدائية، وأضافت أن رئيس الوزراء الإثيوبي استدعى على وجه السرعة كبير المفاوضين، سيوم مسفن، للتشاور معه.

وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى جنوب السودان، دونالد بوث، في تصريحات بمقر المفاوضات، إن حكومة بلاده ستستمر في دفعها لطرفي التفاوض لتجاوز الخلافات، مضيفاً: "كنت برفقة الوفد الذي زار مشار في جنوب السودان، تحاورنا معه لأكثر من 3 ساعات في محاولة لدفعه نحو الاتفاق على وقف الأعمال العدائية".

وأضاف أن نائب الرئيس السابق "لا تزال لديه بعض المخاوف، ولكن أعتقد أننا أحرزنا بعض التقدم في تبديد هذه المخاوف، لكن علينا الاستمرار في الضغط على الجانبين للتوقيع على الاتفاق، مضيفا أن على حكومة جنوب السودان الموافقة على الإفراج عن 11 من كبار أعضاء الحركة الذين لا يزالون محتجزين في جوبا".

وأكد ممثل السودان في الوساطة، الفريق محمد أحمد الدابي، إن الوساطة ستعمل على جمع الطرفين على مائدة حوار واحدة، وحثهما على توقيع وقف إطلاق النار.

وتطرح مبادرة "إيغاد" هدنة بين الطرفين لوقف القتال والإفراج عن تسعة معتقلين في جوبا أبرزهم الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، والقيادي في الحركة دينق ألور، ووزير المالية السابق كوستي مانيبي.

بينما كشف هايلى منكريوس، موفد الأمين العام للأمم المتحدة للخرطوم وجوبا، عن قلق المنظمة الدولية من استمرار العنف وعدم الانصياع لصوت العقل والجلوس للحوار، وقال إن الأمم المتحدة حريصة على إجراء المصالحة وتقديم الدعم الكامل للطرفين بما في ذلك استمرار تقديم المعونات الإنسانية للآلاف الذين نزحوا عن ديارهم.

وأضاف منكريوس أن المنظمة نادت بإطلاق سراح المعتقلين، حتى لا يكونوا عقبة أمام الحوار.

من جانبه قال وزير الإعلام بحكومة الجنوب، مايكل مكوى، إن بلاده حريصة على تحقيق السلام بالحوار، واستنكر الشروط المسبقة التي قدمها رياك مشار بإطلاق سراح المعتقلين.

ونفى مكوى أن تكون بلاده تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة في هذا الصدد، وقال إن جنوب السودان عضو في الأمم المتحدة مثلها مثل الولايات المتحدة، ولا تسمح بإرغامها على أمر لا تريده، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة ناشدت جوبا إطلاق سراح المعتقلين، وجوبا "لن تطلق سراحهم إلا بعد محاكمتهم حسب قوانين جنوب السودان".