قتل أكثر من 300 شخص خلال يومين من الاشتباكات في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بانغي. وفي مستشفى واحد أحصت منظمة أطباء بلا حدود 92 قتيلا و152 جريحا سقطوا بالسلاح الناري أو بالسواطير.

وبعد ظهر الخميس، قالت وكالة "فرانس برس" إن 54 جثة على الأقل جمعت في مسجد في وسط المدينة، و25 جثة أخرى ممددة في الشوارع المجاورة. وبدت على الجثث آثار جروح بالسلاح الأبيض والرصاص.

 وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، الجمعة، بدء العملية العسكرية الفرنسية في هذا البلد، حيث يصل 600 جندي فرنسي إليها لدعم 600 آخرين موجودين بالفعل هناك.

وقال لودريان لإذاعة فرنسا الدولية "العملية بدأت فعليا"، مشيرا إلى تسيير دوريات للقوات الفرنسية في إفريقيا الوسطى. وأضاف أن الليلة الماضية كانت هادئة بعد اشتباكات دارت الخميس بين المسلحين الذين يديرون شؤون البلاد حاليا، وبين ميليشيا، ومقاتلين موالين للرئيس السابق فرانسوا بوزيزي.

وشن الجيش الفرنسي عملية عسكرية في إفريقيا الوسطى وقام في المرحلة الأولى بتعزيز الدوريات في بانغي التي بدت صباح الجمعة وكأنها مدينة أشباح بعد معارك الخميس.

ومع أنه لم تسجل أعمال عنف واسعة الجمعة، فإن الآلاف من سكان بانغي تجمعوا على مقربة من مطار العاصمة، حيث يتمركز الجيش الفرنسي مع القوة الإفريقية خوفا من تعرض أحيائهم المجاورة للمطار لتجاوزات المسلحين.

وواصل الفرنسيون تعزيز قواتهم في المطار الذي تنطلق منه دورياتهم العسكرية. ووصل إلى المطار رتل من الآليات العسكرية الفرنسية قادما من مرفأ دوالا في الكاميرون. كما وضعت بريطانيا طائرة نقل عسكرية من نوع سي-17 بتصرف العملية العسكرية في بانغي.

ومهمة العسكريين الفرنسيين الذين يدخلون لدعم القوة الإفريقية المنتشرة أصلا في البلاد، تقضي بضمان "الحد الأدنى من الأمن، بما يسمح البدء بتدخل إنساني وهو ما لا يحصل اليوم". وتمر المهمة "بفرض الأمن في الشوارع وتامين حركة التنقل الرئيسية للسماح للناس بالتوجه إلى المستشفيات"، حسب لودريان.

وعلى خط مواز، يتعين أن "تكون القوات الإفريقية في وضع يؤهلها لإحلال الأمن على الأرض بانتظار العملية الانتقالية السياسية"، كما أضاف الوزير.

وبعد صدور الضوء الأخضر من الأمم المتحدة، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الخميس عملا عسكريا "فوريا" في جمهورية إفريقيا الوسطى الغارقة في الفوضى منذ إطاحة الرئيس فرنسوا بوزيزي في مارس.