في خطوة تعكس انفراجا على مستوى العلاقات بين البلدين، أعلنت الولايات المتحدة، الأحد، استئناف مساعدتها الأمنية لباكستان المخصصة بجزئها الأكبر لمكافحة الارهاب بعد نحو عامين على تعليقها إثر اغتيال أسامة بن لادن.

وجاء هذا الإعلان مع زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، لواشنطن حيث التقى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي قال إن "العلاقة مع باكستان في غاية الاهمية" وأشاد بالمسار الديمقراطي الذي تنتهجه إسلام آباد.

وأعلنت وزارة الخارجية أنها طلبت من الكونغرس منذ بضعة أسابيع التصويت على صرف هذه المساعدة الأمنية البالغة قيمتها 305 ملايين دولار سنويا، والرامية إلى دعم القوات المسلحة الباكستانية في كفاحها ضد حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة.

ولدى استقباله شريف، أشاد كيري أمام الصحفيين بهذه "الديموقراطية التي تعمل جاهدة لدفع اقتصادها قدما والتعامل مع حركة تمرد"، في إشارة إلى حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة في المناطق القبلية شمالي غرب باكستان.

وخلال عشاء خاص أقيم في ختام اللقاء، أعرب المسؤولان عن "أهمية مواصلة التعاون (بين البلدين) في مكافحة الإرهاب"، وأكدا أن "المعركة ضد التطرف تقوم بشكل جزئي على استقرار اقتصادي أكبر"، في باكستان التي تشهد أزمة خطيرة على صعيد الاقتصاد والطاقة.

يشار إلى أن شريف بدأ مساء الأحد زيارة تاريخية للولايات المتحدة تستمر أربعة أيام، سيبحث خلالها مفاوضات السلام في أفغانستان وغارات الطائرات الأميركية بدون طيار في باكستان، والتعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل علاقاتهما المتقلبة.

وشريف الذي فاز في الانتخابات التشريعية في مايو الماضي، يترأس بلدا يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة يشهد سلسلة من الاعتداءات وغارات تشنها طائرات أميركية بدون طيار مستهدفة معاقل طالبان على الحدود مع أفغانستان.

وبالرغم من التحالف بين البلدين في "الحرب ضد الإرهاب" منذ عام 2001، إلا أن العلاقات المتوترة أساسا بينهما، تراجعت إلى أدنى مستوياتها بعد الغارة التي شنتها وحدة كومندوس أميركية في مايو 2011 داخل الأراضي الافغانية، وأسفرت عن اغتيال أسامة بن لادن.

ومنذ عودته إلى السلطة، ضاعف شريف الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة مرتين في التسعينيات، إشارات الانفراج مع الولايات المتحدة، في وقت يسعى البلدان لإحلال الاستقرار في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي منذ بحلول نهاية 2014.

كما تحاول واشنطن تذليل عقبة تواجه تحسن العلاقات الثنائية، وذلك حين زار كيري في مطلع أغسطس إسلام آباد وتعهد بوقف غارات الطائرات بدون طيار التي تثير غضب السلطات الباكستانية وتعتبرها تمس بسيادتها.