ينظر المراقبون للمحادثات بين إيران ومجموعة 5+1 في جنيف حول برنامجها النووي باعتبارها اختباراً رئيسياً لمبادرات طهران الانفتاحية على الغرب.

ويتطلع العالم لرؤية ما إذا كان موقف إيران الجديد منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني سيترجم إلى تقدم يزيل المخاوف من سعي طهران لتصنيع سلاح نووي.

يعود النزاع النووي بين إيران والغرب إلى الهواجس الدولية بأن طهران تسعى لتخصيب اليورانيوم لدرجة 90 في المائة، وهو تطور إذا ما تمكنت منه طهران، فحينها يمكن أن تنتج أسلحة نووية.

وترمي مفاوضات الغرب مع إيران إلى دفع طهران لإيقاف إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 20 في المائة لإبعادها عن إمكانية إنتاج أسلحة نووية.

غير أن إيران رفضت الانصياع، وأكدت أنها تخصّب اليورانيوم لأغراض مدنية فحسب، إلى نسبة 5 في المائة لإنتاج الكهرباء وإلى 20 في المائة لتغذية مفاعل أبحاث ينتج النظائر المشعة المستخدمة في تشخيص أنواع من السرطان.

ولتبديد المخاوف الغربية، أجريت 10 جولات من المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1، التي تضم ألمانيا بالإضافة إلى الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا) وكانت محصلة تلك المحادثات صفراً.

وإزاء الإصرار الإيراني، واجهت طهران سلسلة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، كان لها تداعيات كبيرة اقتصاد البلاد، وأدت إلى انخفاض كبير في عائدات النفط وهبوط كبير في العملة الإيرانية، فضلا عن زيادة كبيرة في معدلات البطالة.

أبرز المواقع النووية في إيران

تتوزع المواقع النووية الإيرانية بين 4 فروع رئيسية هي: مراكز البحث، ومواقع التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم.

مفاعل بوشهر

تعد محطة بوشهر النووية أول محطة نووية لإيران، وتصل قدرتها إلى 1000 ميغاوات من الكهرباء، وتبعد 18 كيلومتراً عن جنوب شرقي مدينة بوشهر جنوب غربي إيران.

وصنف مجلس الموارد الطبيعية في نيويورك موقع مفاعل بوشهر ضمن إحدى أخطر المناطق الزلزالية في العالم بأسره.

مخاطر وجود بوشهر بالقرب من دول الخليج

يقع مفاعل بوشهر مقابل مدينة الخفجي السعودية على الساحل الغربي من الخليج، على بعد نحو 200 كيلومتر فقط، وعلى بعد 250 كيلومتراً من العاصمة الكويتية، كما يبعد نحو 300 كيلومتر عن البحرين وقطر والدمام والخبر والظهران، و400 كيلومتر عن أبوظبي ودبي، بل إن مفاعل بوشهر أقرب إلى سلطنة عمان وإلى الرياض منه إلى طهران.

تأثير بوشهر على مياه الخليج

بالإضافة إلى تلوث الهواء، يمكن أن تؤدي أي حادثة نووية في مفاعل بوشهر إلى نشر التلوث بسرعة في مياه الخليج التي تعتمد عليها معظم دول مجلس التعاون في تحلية مياه الشرب.

موقع فوردو

هي منشأة نووية تم بناؤها عام 2006 تحت سطح الأرض في مدينة قم، وتقع على بعد 100 كيلومتر من العاصمة، وبعد قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش لهذا الموقع طلبت الدول الست الكبرى من إيران التعليق الفوري لأعمال البناء فيه.

موقع نطنز

كشف عن وجود منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز وسط إيران في 2002، وهي على الأرجح أبرز المنشآت النووية الإيرانية المعروفة.

يضم الموقع في الوقت الحاضر أكثر من 8 آلاف جهاز للطرد المركزي، منها نحو 4600 قيد التشغيل، والمنشآت تحت الأرض في نطنز يمكن أن تضم 50 ألف جهاز طرد مركزي.

بارشين

وهي قاعدة عسكرية تقع في محيط طهران وتضم منشأة نووية غير مصرح عنها للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعتقد أن إيران تستخدمها لإجراء محاكاة لانفجارات انشطارية.

سغند

يبلغ عمق المنجمين الواقعين في مدينة سغند وسط إيران نحو 350 متراً تحت سطح الأرض، ويبعدان 120 كيلومتراً عن مدينة أرداكان في إقليم يزد حيث توجد منشأة إنتاج أوكسيد اليورانيوم الخام.

أصفهان

يسمح مصنع التحويل في أصفهان بوسط ايران بتحويل "الكعكة الصفراء"، أي مسحوق اليورانيوم المركز المستخرج من مناجم الصحراء الايرانية، إلى غاز لتشغيل أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب.

أراك

يعمل مفاعل أراك، الواقع غربي إيران، بالماء الثقيل، وهو مخصص، كما يعلن رسمياً، لإنتاج البلوتونيوم لغايات البحث الطبي.

ويخشى الغرب من أن تنتج إيران في مفاعل أراك البلوتونيوم الذي يستخدم في إنتاج أسلحة نووية.