يشهد الكونغرس الأميركي، انقساما كبيرا حول الأزمة السورية بعد أن طلب الرئيس باراك أوباما تفويضا من ممثلي الشعب الأميركي قبل أي تدخل عسكري ضد النظام السوري، ردا على استخدام أسلحة كيماوية في غوطة دمشق.

وفيما أعرب أعضاء بالكونغرس عن تحفظهم بشأن رسالة أوباما للكونغرس، معتبرين أنها تفتح الباب على مصراعيه لتدخل مفتوح في سوريا، أعلن أعضاء بالحزب الديمقراطي أن مسودة جديدة تتم صياغتها ستكون أكثر وضوحا في التأكيد على طبيعة التدخل وجدوله الزمني في خطوة تهدف لكسب تأييد أكبر داخل الكونغرس.

وكان عدد من المشرعين الديمقراطيين قد عبروا عن رفضهم  للغة التي حملتها رسالة أوباما، سيما من جانب الأعضاء التوافقيين داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وعقد مسؤولون في الإدارة الأميركية جلسة إحاطة  في مقر الكونغرس لعدد من المشرعين، حيث قدمت الإدارة الأميركية وثائق سرية تشير إلى دلائل بشأن وقوف النظام السوري وراء الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق في 21 من الشهر الماضي.

وفاجأت خطوة الإدارة الأميركية بطلب تفويض من الكونغرس الجميع ما أجل الضربة العسكرية على سوريا بعد أن كانت وشيكة بحسب كل المؤشرات.

وقال السيناتور كريس فان هولن، وهو مفتش أممي سابق للأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية، إن المسودة الجديدة ستتضمن تعهدا بعدم إرسال قوات لسوريا وتحديد طبيعة التحرك العسكري ومدته.

تصريحات ماكين 

من جهة أخرى قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، جون ماكين، إن فشل الكونغرس في التصويت المرتقب لتفويض أوباما للتدخل في سوريا، سيكون كارثيا.

ودان ماكين، عقب لقائه أوباما وفريقه للأمن القومي، عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة النوعية، خاصة في ظل تلقي النظام السوري الدعم العسكري من إيران وروسيا، على حد قوله.

وفي الأثناء، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلسلة اتصالات مع دبلوماسيين عرب في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لبحث تداعيات الأزمة السورية. 

وتراهن الإدارة الأميركية على موقف عربي أكثر وضوحا في دعم الحملة العسكرية الأميركية المرتقبة تستغله إدارة أوباما في المناقشة الداخلية بين أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

كيري وهغل أمام مجلس الشيوخ

ويشارك وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هغل الثلاثاء، في جلسة استماع برلمانية في مجلس الشيوخ الأميركي، للدفاع عن القيام بتدخل عسكري في سوريا.

وصرح مصدر في مجلس الشيوخ لـ"فرانس برس" أن المسؤولين سيقدمان شهادتهما أمام لجنة الشؤون الخارجية، في الجلسة التي سيشارك فيها أيضا رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي.

وسيعود كيري الأربعاء إلى الكابيتول لحضور جلسة استماع في مجلس النواب.