أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، عقب لقائه نظيره الأميركي، باراك أوباما، أن موسكو وواشنطن لا تزالان تأملان بعقد مؤتمر "جنيف2"، إلا أنه أشار إلى اختلافهما في الرأي بشأن إدارة الأزمة في سوريا.

وعقد الرئيسان الأميركي والروسي، الاثنين، على هامش قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية اجتماعا ناقشا خلاله الأزمة السورية وسط تأييد الولايات المتحدة للمعارضة السورية، ودعم روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أوباما إنه طلب من معاونين في البيت الأبيض العمل لعقد اجتماع في جنيف بشأن سوريا، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تشتركان في الاهتمام بضمان عدم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا وبإنهاء العنف وبالتوصل لحل سياسي.

وكان بوتن رد قبل اجتماعه بنظيره الاميركي على قرار واشنطن بدعوة مجموعة الثماني إلى التحرك بشأن سوريا "من دون انتهاك القواعد الدولية"، وتساءل لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين "يأكلون أعضاء بشرية".

كما قال المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشفيتش، إن بلاده لن تسمح بفرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية.

واعتبرت روسيا أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات أف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن ستكون انتهاكا للقانون الدولي.

من جهته، رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تصريحات بوتن، بقوله إنه "يجب الوقوف بجانب الملايين من السوريين الذين يريدون مستقبلا ديمقراطيا لبلادهم".

واعترف كاميرون بوجود متشددين في صفوف المعارضة بسوريا، لكنه قال إن "دعم المعارضة المعتدلة سيوقف نزيف الدم بالبلاد".

هولاند ينتقد روسيا

من جانبه، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين تسليم روسيا أسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنه يجب "ألا نأمل كثيراً" في إحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني التي تعقد في ألستر بإيرلندا الشمالية.

وقال هولاند للصحفيين لدى وصوله إيرلندا الشمالية "كيف يمكننا أن نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم نظام بشار الأسد أسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟"

وأضاف "كيف يمكننا أن نقبل بأن هناك اليوم أدلة على استخدام أسلحة كيماوية من دون أن يكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟"

وسيبحث المشاركون في مجموعة الـ 8، قضايا الشفافية والتجارة والضرائب خلال اجتماعهم الأول، بينما خصص الاجتماع الثاني لمناقشة الأزمة السورية، وسيناقش الاجتماع الثالث، الثلاثاء، قضايا مكافحة الإرهاب والضرائب.

يذكر أن عددا من القادة سينضمون للمشاركين خلال غداء عمل، من بينهم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان.

وتوقع محللون ألا يتمكن المشاركون من التوصل إلى موقف موحد تجاه الأزمة السورية، مشيرين إلى أن البيان الختامي سيدعم الحل السلمي في سوريا ومؤتمر جنيف 2.

يأتي هذا في الوقت الذي خرجت تظاهرات في بلفاست احتجاجا على القمة وللمطالبة بإنهاء الجوع والفقر.

الحظر الجوي

وأعرب الرئيس الأميركي عن ارتيابه من أي عمل عسكري أميركي كبير في سوريا مثل إقامة منطقة حظر جوي مشككا بإمكانية أن يعدل هذا الأمر من مجرى النزاع.

وقال في مقابلة مع التلفزيون الأميركي العام "بي بي اس" نشرت مساء الاثنين، لكنها سجلت قبل ذهابه إلى إيرلندا: "اذا أقمتم منطقة حظر جوي فقد لا تحلون المشكلة داخل هذه المنطقة".

وفي ذات السياق، صرح السفير الأميركي إيفو دادلر لدى حلف شمال الأطلسي الاثنين أن الولايات المتحدة لم تطلب من الحلف دعم فرض منطقة حظر جوي في سوريا وإن المسألة ليست ضمن جدول أعمال الحلف حاليا.

دادلر ردا على اسئلة بعد خطاب وداع في بروكسل، قال: "لا نسعى في حلف الأطلسي لفرض منطقة لحظر الطيران."

وأضاف أنه حتى اليوم فإن "مسألة فرض منطقة لحظر الطيران ليست مدرجة في جدول أعمال الحلف. لا أعرف هل ستدرج غدا أو في يوم آخر لكنها غير مدرجة حاليا. وهي على حد علمي غير مدرجة حتى الآن في جدول أعمال أي من أعضاء حلف الأطلسي بمن فيهم الولايات المتحدة."

زيادة المساعدات الأميركية

من جهة اخرى، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس إن الرئيس أوباما سيعلن أمام قادة دول الثمانية تخصيص 300 مليون دولار كمساعدة إضافية للاجئين السوريين.

وسترفع هذه المساعدة التي ستخصص لشراء المياه والمواد الغذائية والمساكن إلى حوالى 800 مليون دولار القيمة الإجمالية للمساعدة الأميركية للاجئين السوريين، بحسب م بن رودس.

ووجهت الأمم المتحدة مؤخرا نداء لجمع 3,9 مليار يورو من أجل سوريا قبل أن تعلن بأن حصيلة قتلى الحرب في سوريا الدائرة منذ مارس 2011 ارتفعت إلى 93 ألف قتيل.

وفر أكثر من 1,6 مليون سوري من بلادهم جراء المعارك ولجأوا إلى الدول المجاورة.