تبادلت إيران والقوى الدولية، السبت، التهم بالمسؤولية عن إخفاق الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في كازاخستان، في وقت دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى تبني "موقف أكثر حزما" حيال طهران.

وعقب انتهاء المحادثات المكثفة بشأن البرنامج النووي الإيراني التي استمرت يومين في مدينة ألما آتا، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إن مواقف طهران والقوى الدولية لاتزال متباعدة.

كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن إيران والدول الست الكبرى أخفقت في التوصل إلى حل وسط، لكنه قال في المقابل إن المحادثات كانت خطوة للأمام.

وفي حين كشف ريابكوف أنه من المبكر تحديد موعد أو مكان لمزيد من المحادثات حول برنامج إيران النووي، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، يوفال شتاينيتز، "حان الوقت ليتخذ العالم موقفا أكثر حزما ويقول للإيرانيين بعبارات واضحة أن مهزلة المفاوضات على وشك أن تنتهي".

واعتبر الوزير الإسرائيلي في بيان أنه "من دون تهديد ملموس وملحوظ بروزنامة قصيرة واضحة ونهائية، لن يكون ممكنا انهاء البرنامج النووي" الإيراني، محذرا من أن إيران تحاول استخدام المحادثات لكسب الوقت من أجل دفع برنامجها لتخصيب اليورانيوم قدما.

وعلى الرغم من حالة التشاؤم التي سادت عقب المحادثات، إلا أن مسؤول في الإدارة الأميركية أكد أنه لم يحدث "انهيار" في هذه الجولة، مشيرا إلى أن القوى الكبرى التي تضغط على ايران لكبح برنامجها النووي تنوي الاستمرار في سبيل الدبلوماسية.

غير أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، اتهم إيران بأنها "بعيدة جدا" مما هو مطلوب لتحقيق خرق في المحادثات، مشددا على أنه يتوجب على طهران أن تتساءل بجدية "ما إذا كانت تريد التشبث بموقفها الحالي ومواجهة الضغوط والعزل المتزايد من قبل الأسرة الدولية أو الالتزام بمفاوضات جوهرية".

في المقابل، أكد كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جليلي، في مؤتمر صحفي أن بلاده لها حق أصيل في تخصيب اليورانيوم، سواء بنسبة 5 في المائة، أو 20 في المائة، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود قدر من التباعد بين مواقف القوى العالمية وإيران في المحادثات.

واعتبر أن "الأمر الآن بيد القوى العالمية لإظهار الرغبة في اتخاذ خطوات مناسبة لبناء الثقة"، على حد قوله.

وتصر الدول الست الكبرى أو ما يعرف بمجموعة "5+1" على ضرورة أن تقلص إيران إنتاجها من اليورانيوم العالي التخصيب، إذ تخشى هذه الدول من سعي إيران لتحويل ذلك إلى وقود نووي يفضي في النهاية إلى صنع رؤوس نووية.

بيد أن طهران تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في أغراض "سلمية"، وتنفي بشدة أي مساع لتصنيع قنبلة نووية.